التوضيح لشرح الجامع البخاري

المعوذات

          ░14▒ (المُعَوِّذَاتِ).
          5016- ذكر فيه حديثَ عَائِشَةَ ♦: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كانَ إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا).
          5017- وحديثَها أنَّه ◙: (كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1]، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1]، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعِ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ).
          الشَّرح: هذان الحديثان متباينان، وجعلهما أبو مسعودٍ الدِّمشقيُّ حديثًا واحدًا، وقد عاب ذلك عليه الطَّرْقيُّ وفرَّق بينهما في كتابه، وكذا فعله خلفٌ الواسطيُّ، وسيأتي حديث عائشة ♦ في الطِّبِّ، في الرُّقى بالمعوِّذات، ودلَّ فعله ◙ في رقية نفسه عند شكواه وعند نومه يتعوَّذ بهما على عظيم البركة في الرَّقْيِ بهما والتَّعوُّذ باللهِ مِنْ كلِّ ما يُخشى في النَّوم، وقد روى عبد الرَّزَّاق عن الثَّوْريِّ عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن قيس بن أبي حازمٍ عن عُقبة بن عامرٍ مرفوعًا: ((أُنزِلَ عليَّ آياتٌ لم أسمعْ بمثلهنَّ: المعوِّذتين)) وَقَالَ عُقبة في حديثه مرَّةً أخرى: قَالَ لي رسول اللهِ صلعم: (({قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} تعوَّذْ بهنَّ فإنَّه لم يُتعوَّذ بمثلهنَّ قطُّ))، وسيأتي في كتاب المرضى، في باب: النَّفث في الرُّقْية [خ¦5747] مَنْ كره النَّفث مِنَ العلماء في الرُّقية ومَنْ أجازه.
          وقوله: (أَوَى) يُقال: أويتُ إلى منزلي بقصر الألف، وأَويت غيري وآويته، وأنكر بعضهم المقصور في المتعدِّي، وأبى ذلك الأَزْهَريُّ وَقَالَ: هي لغةٌ فصيحةٌ.
          وقوله: (ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا) قَالَ أبو عُبيدٍ: النَّفثُ أقلُّ مِنَ التَّفل، وقد سلف ذكره، وقيل في غير هذا: إنَّه ينفث بعد أن يقرأ بريقِ قراءته.