عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم
  
              

          6593- (ص) حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ☻ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : «إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ؛ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي؟ فَيُقَالُ: هَلْ شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ وَاللهِ مَا بَرِحُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ» فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا، عَلَى أَعْقَابِهِمْ يَنْكِصُونَ، يَرْجِعُونَ عَلَى الْعَقِبِ.
          (ش) (ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبد الله، مضى عن قريب.
          قوله: (حَتَّى أَنْظُرَ) بالنصب؛ أي: حتَّى أن أنظر.
          قوله: (مِنْ دُونِي) أي: بالقرب منِّي.
          قوله: (وَمِنْ أُمَّتِي) هذا يدفع قول مَن حمل الناس على غير هذه الأمَّة.
          قوله: (هَلْ شَعَرْتَ؟) أي: هل علمت؟ وقال بعضهم: فيه: إشعارٌ إلى أنَّهُ لم يعرف أشخاصهم بعينها وإن كان قد عرف أنَّهم مِن هذه الأمَّة انتهى.
          قُلْت: فيه نظرٌ لا يخفى.
          قوله: (مَا عَمِلُوا) ويُروى: <بما عملوا> بزيادة الباء.
          قوله: (مَا بَرِحُوا) أي: ما زالوا.
          قوله: (فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ) موصولٌ بالسند المذكور.
          قوله: (أَوْ نُفْتَنَ) على صيغة المجهول.
          قوله: (عَلَى أَعْقَابِهِمْ يَنْكِصُونَ) إلى آخره هكذا فَسَّره أبو عُبَيدة في الآية. /