عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قوله ╡ : {إن زلزلة الساعة شيء عظيم}
  
              

          ░46▒ (ص) بابُ قَوْلِ اللهِ ╡ : {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}[الحج:1].
          (ش) أي: هذا بابٌ في قوله تعالى: ({إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ}) أي: اضطراب يوم القيامة ({شَيْءٌ عَظِيمٌ}).
          و(السَّاعة) في أصل الوضع: جزءٌ مِنَ الزَّمان، واستُعيرَت ليوم القيامة، وقال الزجَّاج: معنى {السَّاعة} الوقت الَّذي فيه القيامة، وقيل: سُمِيَتْ ساعةً لوقوعها بغتةً، أو لطولها، أو لسرعة الحساب فيها، أو لأنَّها عند الله خفيفةٌ مع طولها على الناس.
          (ص) {أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ}[النجم:57].
          (ش) (أَزِفَ) الماضي مشتقُّ مِنَ الأَزَف _بفتح الزَّاي_ وهو القُرب، يقال: أَزِف الوقت وحان الأجل؛ أي: دنا وَقَرُبَ.
          (ص) {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر:1].
          (ش) أي: دنت القيامة، وقال ابن كَيْسان: في الآية تقديمٌ وتأخير مجازها: انشقَّ القمر واقتربت الساعة، وقيل: معناه: وسينشقُّ القمر، والعلماء على خلافه.