عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون}
  
              

          ░47▒ (ص) باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين:4-6].
          (ش) أي: هذا بابٌ في قول الله تعالى... إلى آخره.
          قوله: ({أَلَا يَظُنُّ}؟) أي: ألا يستيقن؟ والظنُّ هنا بمعنى اليقين ({أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ}) فيُسألون عمَّا فعلوا في الدنيا.
          قوله: ({لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}) يعني: يوم القيامة ({يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}) لفصلِ القضاء بين يدي ربِّهم، وقال كعبٌ: يقفون ثلاث مئة عام، وقال مُقاتِل: وذلك إذا خرجوا مِن قبورهم.
          (ص) وَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}[البقرة:166] قَالَ: الْوُصْلَاتُ فِي الدُّنْيَا.
          (ش) أي: قال ابن عَبَّاسٍ في تفسير قوله تعالى: ({وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابِ} الوُصْلَات في الدنيا) بِضَمِّ الواو والصاد المُهْمَلة، وقال ابن التين: ضبطناه بِضَمِّ الصاد وفتحها وسكونها، وقال الكَرْمانيُّ: هو جمع «الوُصْلة» وهي الاتِّصال، وكلُّ ما اتَّصل بشيء فما بينهما وُصلة، وقال أبو عُبَيد: {الأسْبابُ} هي الوصلات التي كانوا يتواصلون بها في الدنيا، وعن ابن عَبَّاسِ: {الأسْبابُ} الأرحام، رواه الطَّبَريُّ مِن طريق ابن جُرَيْج عنه، هو منقطع، وأخرج عبد بن حُمَيد مِن طريق شيبان عَن قتادة: الأسباب الواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصَلون بها ويتحابُّون، فصارت عداوةً يوم القيامة.