عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول النبي: «بعثت أنا والساعة كهاتين»
  
              

          ░39▒ (ص) باب قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ».
          (ش) أي: هذا بابٌ فيه قول النَّبِيِّ صلعم : «بُعِثْتُ...» إلى آخره، قال الكَرْمانيُّ: «الساعة» بالرفع والنصب، واخْتَصَر على هذا.
          قُلْت: وجهُ النصب أنَّ الواو بمعنى (مع) ومنهم مَن منع الرفع لفساد المعنى؛ لأنَّه لا يقال: بُعِثتُ الساعةُ، وجزم عياضٌ بأنَّ الرفع أحسن؛ لأنَّه عطف على ضمير المجهول في «بُعِثت».
          قوله: (كَهَاتَيْنِ) أي: الإصبعين السبَّابة والوسطى.
          (ص) {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[النحل:77].
          (ش) تقديره: وقول الله ╡ : {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ}، الآية بتمامها في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذرٍّ: <{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ} الآية> وإِنَّما قلنا: (تقديره: وقول الله ╡ ) لأنَّه يوهِمُ أن يكون بقيَّة الحديث، على أنَّ في بعض النُّسَخ: <وقول الله> موجودٌ.
          قوله: ({وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ}) أي: وما شأنُ القيامة ({إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ}) (اللَّمح) سُرعة إبصار الشيء، أو هو _أي: أمر الساعة_ أقربُ مِن لمح البصر.