عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب صفة الجنة والنار
  
              

          ░51▒ (ص) باب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
          (ش) أي: هذا باب في بيان صفة الجنَّة وصفة النار، وقد وقع في (بدء الخلق) (باب ما جاء في صفَة الجنة) و(باب صفَة النار).
          (ص) وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : «أَوَّل طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ».
          (ش) (أَبُو سَعِيدٍ) هو سعد بن مالك الخُدْريُّ ☺ .
          هذا الحديث قد مضى مطوَّلًا عَن قريبٍ في (باب يقبض الله الأرض).
          قوله: (كَبِدُ حُوتٍ) في رواية أبي ذرٍّ: <كبد الحوت>.
          (ص) عَدْنٌ: خُلْدٌ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ: أَقَمْتُ، وَمِنْهُ: الْمَعْدِنُ.
          (ش) أشار به إلى تفسير {عَدْنٍ} في قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ}[التوبة:72] وفَسَّر (العَدْن) بقوله: (خُلْدٌ) بِضَمِّ الخاء، قال الجَوْهَريُّ: الخُلْد دوام البقاء، تقول: خَلَد الرجل يَخْلُد خُلودًا، وأَخْلَدَه الله إخلادًا، وخَلَّده تخليدًا.
          قوله: (عَدَنْتُ بِأَرْضٍ: أَقَمْتُ) بِهِ، أشار به إلى أنَّ معنى (العَدن) الإقامة، يقال: عَدن بالبلد: أقام به.
          قوله: (وَمِنْهُ: الْمَعْدَنُ) أي: ومِن هذا الباب: المَعدن الذي يُسْتَخرج منه جواهرُ الأرض؛ كالذهب والفضَّة والنُّحاس والحديد وغير ذلك.
          (ص) في مَعْدِنِ صِدْقٍ: في مَنْبِتِ صِدْقٍ.
          (ش) أشار به إلى تفسير (مَعْدِنِ صِدْق) في كلام الناس بقوله: (مَنْبِتِ صِدْقٍ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <{فِي مَقْعَد صِدْقٍ}> كما في القرآن: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ}[القمر:54-55] وهو الصواب.
          قوله: {فِي جَنَّاتٍ} أي: في بساتين.
          قوله {وَنَهَرٍ} أي: وأنهار، وإِنَّما وَحَّده لأجل رؤوس الآي، وقال الضَّحَّاك: أي: في ضِيَاءٍ وَسَعَةٍ، ومنه: النهار، وقال الثعلبيُّ: معنى {مَقْعَدِ صِدْقٍ} مجلس حقٍّ، لا لغو فيه ولا تأثيم، وهو الجنَّة.