نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم

          3924- (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ) هو: هشامُ بن عبد الملك الطَّيالسي، قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) قال: (أَنْبَأَنَا) أي: أخبرنا. وكان شعبة يرى أنَّ: أنبأنا وأخبرنا وحدَّثنا بمعنى واحد. وقيل: يجوز أن يُقال: أنبأنا عند الإجازة؛ لأنَّها إنباء عرفاً، وقد تقدَّم البحث في «كتاب العلم» [خ¦3/4-110] أوَّل الكتاب.
          (أَبُو إِسْحَاقَ) هو: عَمرو بن عبد الله السَّبيعي (سَمِعَ) أي: أنَّه سمع (الْبَرَاءَ) أي: البراء بن عازب ☺ (قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا) أي: المدينة. وزاد الحاكم في «الإكليل» من وجه آخر عن شعبة: «من المهاجرين».
          (مُصْعَبُ) بضم الميم وسكون الصاد وفتح العين المهملتين (ابْنُ عُمَيْر) مصغَّر عمر، وفي رواية ابن أبي شيبة: «أخو بني عبد الدار». وذكر موسى بن عقبة: أنَّه نزل على خبيب بن عديٍّ، وعُمير هذا هو ابنُ هاشم بن عبد مناف بن عبد الدَّار بن قصي القرشي العبدري (وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) هو عَمرو، ويقال: عبد الله، وهو من بني عامر بن لؤيٍّ. وقال العينيُّ: هو عَمرو بن قيس بن زائدة، ويُقال: زيادة بن الأصم. والأصم: هو جندبُ بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن بغيض / بن عامر بن لؤي، ويُقال: عَمرو بن زائدة، ويُقال: عبدُ الله بن زائدة القرشي. وقال الكرمانيُّ: هو عَمرو بن قيس بن زائدة على الأصحِّ العامري القرشيُّ الأعمى، مؤذِّن النَّبي صلعم .
          واسمُ الأم: عاتكة _بالعين المهملة وبالمثناة الفوقية_ بنت عبد الله بن عَنْكَثَة بن عامر بن مخزوم المخزوميَّة، قتل بالقادسيَّة شهيداً. وقيل: رجعَ منها إلى المدينة ومات بها، وهو ابنُ خال خديجة بنت خُويلد ☻ . وفي رواية ابن أبي شيبة: ثمَّ أتانا بعده عَمرو بن أم مكتومٍ الأعمى أخو بنو فهر، فقلنا له: ما فعلَ رسول الله صلعم وأصحابه؟ قال: هم على أثري. وقوله: «بعده»؛ أي: بعد مصعب بن عمير ☺.
          (ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ) العبسي، أبو اليقظان مولى بني مخزوم، وأمُّه سُميَّة بنت خيَّاط، أسلم بمكة قديماً هو وأبوه وأمه، قُتل بصفِّين سنة سبع وثلاثين، وهو ابنُ ثلاث وتسعين، ودفن هناك، وكان مع عليٍّ ☺. وقد تقدَّم الاختلاف هل هاجرَ إلى الحبشة أو لا؟ [خ¦63/37-5783] فإن يكن فكأنَّه أيضاً ممَّن قدم مكَّة من الحبشة، فحصلَ له الهجرتان.
          (وَبِلاَلٌ) المؤذِّن، وهو ابنُ رباح وأمُّه حمامة، وهو مولى أبي بكر الصِّدِّيق ☺، شهد المشاهد كلها مع رسولِ الله صلعم وسكنَ بعده دمشق، ومات بها سنة عشرين ودفن بباب الصَّغير، وقيل: بباب كِيسان، وقيل: مات بحلب، ودفن بباب الأربعين.
          ومطابقة الحديث للترجمة ظاهرةٌ؛ لأنَّ فيه مقدم أصحابه ♥ .
          وقد أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» [خ¦4995]، وفي «التفسير» أيضاً [خ¦4941].