نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أما هو فقد جاءه والله اليقين

          3929- (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكي، قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ) أي: ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ☺، قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ) الزُّهري (عَنْ خَارِجَةَ) بالمعجمة، ضدُّ الداخلة (ابْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ أُمَّ الْعَلاَءِ) قال الترمذيُّ: هي والدة خارجة بن زيد بن ثابت الراوي عنها، وأم العلاء هي بنت الحارث بن ثابت بن خارجة الأنصارية الخزرجية، واسمُها كنيتها.
          (امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ) أي: من نساء الأنصار (بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلعم ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ) بإعجام الظاء، وإهمال العين (طَارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى) أي: خرج في القرعة لهم، وتقدم بيانه آخر «الشهادات» [خ¦2687] (حِينَ اقْتَرَعَتِ الأَنْصَارُ) كذا وقع ثلاثياً هنا، والمعروف: أقرعت، من الرباعي، وتقدَّم في الجنائز بلفظ [خ¦2687](1) : «أقرعت».
          (عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ أُمُّ الْعَلاَءِ: فَاشْتَكَى عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُون / عِنْدَنَا فَمَرَّضْتُهُ) أي: عالجت أمره، وأصلحت شأنه في حال مرضه (حَتَّى تُوَفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عليه النَّبِيُّ صلعم ، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ) من السَّيب _بالمهملة والتحتية والموحدة_ هو كنيةُ عثمان بن مظعون، وكان من فضلاء الصَّحابة السابقين، وقد تقدَّم خبره مع لبيد في أول «المبعث» [خ¦3841].
          (شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟ قَالَتْ: فقُلْتُ: لاَ أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ؟ قَالَ: أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَمَا أَدْرِي وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّي أَحَداً بَعْدَهُ. قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ، فَنِمْتُ، فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَيْناً تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلعم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ذَلِكَ عَمَلُهُ) وقد مرَّ الحديث في «كتاب الجنائز»، في باب «الدخول على الميت». [خ¦1243]
          ومطابقته للترجمة تُؤخذ من قوله: «حين قرعت الأنصار على سكنى المهاجرين».


[1] هذا اللفظ وجدته في كتاب الشهادات، ورقمه في الجنائز (1243).