إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة

          4437- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ)‼ الحكمُ بنُ نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بنِ مسلمِ ابنِ شهابٍ، أنَّه قال: (قَالَ(1)) ولأبي ذرٍّ ”أَخْبَرني“ بالإفراد(2) (عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ) بنِ العوَّام: (إِنَّ عَائِشَةَ) ♦ (قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَهْوَ صَحِيحٌ يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، ثُمَّ يُحَيَّا) بضم التحتية الأولى وتشديد الثانية مفتوحة بينهما حاء مفتوحة(3)، أي: يسلَّمُ إليهِ الأمر، أو يملَّكُ في أمرهِ، أو يسلَّمُ عليهِ تسليمَ الوداعِ(4) (أَوْ يُخَيَّرَ) بين الدُّنيا والآخرَة، والشَّكُّ من الرَّاوي (فَلَمَّا اشْتَكَى) أي: مرضَ (وَحَضَرَهُ القَبْضُ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِ عَائِشَةَ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ شَخَصَ) بفتح الشين والخاء المعجمتين، أي: ارتفع (بَصَرُهُ نَحْوَ سَقْفِ البَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى) وفي روايةِ أبي بردة بنِ أبي موسى، عن أبيه(5) _عند النَّسائيِّ وصحَّحَهُ ابن حبَّان_ فقال: «أسأَلُ الله الرَّفيق الأسعدَ، مع جبريلَ وميكائيلَ وإسرافِيلَ» وظاهرهُ: أنَّ الرَّفيق المكان الَّذي تحصلُ فيه المرافقةُ مع المذكورِين. قالت عائشة: (فَقُلْتُ: إِذًا لَا يُجَاوِرُنَا) في الدُّنيا، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”لا يختارُنَا“ (فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حَدِيثُهُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا) به (وَهْوَ صَحِيحٌ) وفي «مغازي أبي الأسود» عن عروة: أنَّ جبريلَ نزلَ إليهِ(6) في تلكَ الحالةِ فخيَّرهُ.


[1] في (م) و(د): «أخبرنا».
[2] «بالإفراد»: ليست في (س).
[3] في (د): «مهملة».
[4] في (م): «للوداع».
[5] قوله: «بن أبي موسى عن أبيه»: ليست في (م)، قوله: «عن أبيه» كذا في الفتح وعند النسائي عن عائشة وابن حبان.
[6] في (ص): «عليه».