إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا

          7516- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) الفراهيديُّ قال: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ) الدَّستُـَوائيُّ قال: (حَدَّثَنَا قَتَادَةُ) بن دعامة (عَنْ أَنَسٍ ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ) ولأبوي الوقت وذرٍّ والأَصيليِّ: ”قال النَّبيُّ“ ( صلعم : يُجْمَعُ المُؤْمِنُونَ) بضمِّ الياء من «يُجمَع» و«المؤمنون» نائب الفاعل (يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا(1) مِنْ مَكَانِنَا هَذَا) لما ينالهم من الكرب (فَيَأْتُونَ آدَمَ) ◙ (فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ) أي: بقدرته، وخصَّه بالذِّكر إكرامًا وتشريفًا له، أو أنَّه خلق إبداعٍ من غير واسطةِ رحمٍ (وَأَسْجَدَ لَكَ المَلَائِكَةَ) بأن أمرهم أن يخضعوا لك، والجمهور على أنَّ المأمور به وضع الوجه على الأرض وكان تحيَّةً له؛ إذ لو كان لله لما امتنع عنه إبليس، وكان سجود التَّحيَّة(2) جائزًا فيما مضى، ثمَّ نُسِخ بقوله صلعم لسلمان حين أراد أن يسجد له: «لا ينبغي لمخلوقٍ أن يسجد لأحدٍ إلَّا لله تعالى» (وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ) أي: أسماء المسميَّات، فحذف المضاف إليه لكونه(3) معلومًا مدلولًا عليه بذكر الأسماء؛ إذ الاسم يدلُّ على المسمَّى (فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا(4)) ممَّا نحن فيه من الكرب (فَيَقُولُ لَهُمْ: لَسْتُ هُنَاكُمْ) بضمِّ الهاء(5)، أي: لست في المنزلة التي تحسبونني وهي مقام الشَّفاعة (فَيَذْكُرُ(6) لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ) أي: التي أصابها وهي أكله من الشَّجرة التي نُهِي عنها، قاله تواضعًا وإعلامًا بأنَّها لم تكن له.
          وهذا الحديث ذكره هنا مختصرًا، ولم يذكر فيه ما ترجم له على عادته في الإشارة، وقد سبق في تفسير «سورة البقرة» [خ¦4476] عن مسلم بن إبراهيم شيخه هنا بتمامه، وفيه «ائتوا موسى عبدًا كلَّمه الله تعالى وأعطاه التَّوراة...» الحديث، وساقه أيضًا في «كتاب التَّوحيد» في «باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص:75[خ¦7410] وفيه(7): «ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التَّوراة وكلَّمه تكليمًا».


[1] في (ص): «ليريحنا»، وفي (ع): «فيخرجنا».
[2] في (د): «التَّحتيَّة»، وهو تحريفٌ.
[3] في (ع): «فيكون».
[4] في (د): «ربَّنا ليريحنا».
[5] في (د): «التَّاء».
[6] في (ب) و(س): «ويذكر»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[7] في (ع): «وبه».