إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: احتج آدم وموسى فقال: أنت آدم الذي أخرجت ذريتك

          7515- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) هو يحيى بن عبد الله بن بُكَيرٍ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ (عُقَيْلٌ) بضمِّ العين وفتح القاف، ابن خالدٍ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ أنَّه قال: (حَدَّثَنَا) وللأَصيليِّ: ”أخبرني“ بالإفراد (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (أَنَّ النَّبِيَّ) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ: ”أنَّ رسول الله“ ( صلعم قَالَ: احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى) أي: تحاجَّا (فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي(1) أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ: أَنْتَ) ولغير أبي ذرٍّ والأَصيليِّ: ”قال آدم: أنت“ (مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ) تعالى (بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ(2)، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ) بضمِّ القاف وكسر الدَّال المشدَّدة (عَلَيَّ) بتشديد الياء (قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ) بضمِّ الهمزة (فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) أي: غلب عليه بالحجَّة في قوله: «أنت آدم...» إلى آخره(3)، بأن ألزمه أنَّ ما صدر عنه لم يكن هو مستقلًّا به متمكِّنًا من تركه، بل كان أمرًا مقضيًّا وليس معنى قوله: «تلومني على أمرٍ قد قُدِّر عليَّ» أنَّه لم يكن له فيه كسبٌ واختيارٌ، بل المعنى: أنَّ الله أثبته في أمِّ الكتاب قبل كوني، وحكم بأنَّ ذلك كائنٌ لا محالة لعلمه(4) السَّابق، فهل يمكن أن يصدر‼ عنِّي خلاف علم الله؟ فكيف تغفل عن العلم السَّابق، وتذكر الكسب(5) الذي هو السَّبب، وتنسى الأصل الذي هو القدر وأنت ممَّن اصطفاك الله من المصطفَين الذين يشاهدون سرَّ الله من وراء الأستار؟! قاله(6) التُّوربشتيُّ / ، ومطابقته للتَّرجمة في قوله: «اصطفاك الله برسالاته وبكلامه».
          وسبق في «القدر» [خ¦6614].


[1] زيد في (ع): «خلقك الله بيده».
[2] في (ب): «وبكلامه».
[3] قوله: «أنت آدم... إلى آخره»: مثبتٌ من (ب) و(س)، وثبت في غيرهما بعد: «مقضيًا».
[4] في (ب) و(س): «بعلمه».
[5] في (د): «النَّفس».
[6] في (ع): «قال» وهو تحريفٌ.