إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه

          7514- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) أي: ابن مُسَرْهَدٍ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاح اليشكريُّ (عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة (عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ) بضمِّ الميم وسكون الحاء المهملة وبعد الرَّاء المكسورة زايٌ، المازنيِّ (أَنَّ رَجُلًا) لم يُسَمَّ (سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ) ☻ فقال له: (كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ فِي النَّجْوَى) التي تقع بين الله وبين عبده يوم القيامة؟ (قَالَ) ابن عمر: سمعت رسول الله صلعم يقول: (يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ) أي: يقرب منه تعالى قرب رحمةٍ (حَتَّى يَضَعَ) الله تعالى (كَنَفَهُ عَلَيْهِ) بفتح الكاف والنُّون، أي: يحفظه(1) ويستره عن أهل الموقف فضلًا منه، حيث يذكر له معاصيه سرًّا (فَيَقُولُ) له: (أَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ) العبد: (نَعَمْ) يا ربِّ (وَيَقُولُ) له: (عَمِلْتَ) وللأَصيليِّ: ”أعملت“ (كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ) يا ربِّ (فَيُقَرِّرُهُ) بذنوبه ليعرِّفه منَّته عليه في ستره عليه(2) في الدُّنيا وعفوه عنه(3) في الآخرة (ثُمَّ يَقُولُ) تعالى: (إِنِّي سَتَرْتُ) ذنوبك (عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ) ومطابقته للتَّرجمة في قوله: «فيقول» في الموضعين.
          وأخرجه في «باب قول الله تعالى: {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود:18]» من «كتاب المظالم» [خ¦2441].
          (وَقَالَ آدَمُ) بن أبي إياسٍ: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ) بن عبد الرَّحمن قال: (حَدَّثَنَا قَتَادَةُ) بن دعامة قال: (حَدَّثَنَا صَفْوَانُ) بن محرزٍ (عَنِ ابْنِ عُمَرَ) أنَّه قال: (سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم ) ذكره لتصريح قتادة فيه(4) بقوله: «حدَّثنا صفوان»، وليس في أحاديث هذا / الباب كلام الرَّبِّ مع الأنبياء إلَّا في حديث أنسٍ، وإذا ثبت كلامه مع غير الأنبياء فوقوعه معهم أولى، والله الموفِّق(5).


[1] في (د): «حفظة».
[2] «عليه»: مثبتٌ من (د).
[3] «عنه»: مثبتٌ من (د).
[4] «فيه»: مثبتٌ من (د).
[5] في (ع): «أعلم».