إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان

          7512- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ) بضمِّ الحاء المهملة وسكون الجيم، السَّعديُّ المروزيُّ حافظ مَرْوَ قال: (أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ) بن أبي إسحاق السَّبيعيُّ (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان ابن مهران (عَنْ خَيْثَمَةَ) بفتح الخاء المعجمة وسكون التَّحتيَّة وبالمثلَّثة، ابن عبد الرَّحمن الجعفيِّ (عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ) الطَّائيِّ الجواد ابن الجواد ☺ أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ) وللأَصيليِّ‼: ”من أحدٍ“ (إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُـَرْجُمَانٌ) بفتح الفوقيَّة وتُضَمُّ، يترجم له (فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”ثمَّ ينظر“ (أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ) من عمله (وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ) لأنَّها تكون في ممرِّه، فلا يمكنه أن يحيد عنها؛ إذ لا بدَّ له(1) من المرور على الصِّراط (فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) بكسر المعجمة / بنصفها، أي: فاحذروا النَّار فلا تظلموا أحدًا ولو بمقدار(2) شقِّ تمرةٍ، أو فاجعلوا الصَّدقة جُنَّةً بينكم وبين النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ.
          (قَالَ الأَعْمَشُ) سليمان بالسَّند السَّابق: (وَحَدَّثَنِي) بالإفراد (عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ) بن عبد الرَّحمن الجعفيِّ، عن عديِّ بن حاتمٍ (مِثْلَهُ) أي: مثل السَّابق (وَزَادَ فِيهِ: وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) كالدَّلالة على هدًى، والصُّلح بين اثنين، أو بكلمةٍ طيِّبةٍ يردَ بها السَّائل ويطيِّب قلبه ليكون ذلك سببًا لنجاته من النَّار.
          والحديث سبق بزيادةٍ ونقصٍ في أوائل «الزَّكاة» [خ¦1413] وكذا في «الرِّقاق»(3) [خ¦6539].


[1] «له»: ليس في (د).
[2] في (ب): «بمقدور».
[3] في (ص): «الرَّقائق»، وهو تحريفٌ.