إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي

          4438- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ ”حَدَّثنِي“ (مُحَمَّدٌ) هو ابنُ يحيَى الذُّهليُّ قال: (حَدَّثَنَا عَفَّانُ) بالفاء المشددة / ، ابنُ مسلمٍ الصَّفَّار (عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ) بالصاد المهملة المفتوحة والخاء المعجمة الساكنة، و«جويريةُ»: بضم الجيم مصغَّرًا، النُّميريِّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ) القاسمِ بنِ محمَّد بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيق ☺ (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها قالَتْ: (دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلعم وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ) ╕ (إِلَى صَدْرِي، وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ) من جريدٍ (رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ) بتشديد النون، يستَاكُ به (فَأَبَدَّهُ) بالموحدة المخففة والدال المهملة المشددة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”فأمَدَّهُ“ «بالميم» بدل: «الموحدة»، وهما بمعنًى، أي: مدَّ (رَسُولُ اللهِ صلعم بَصَرَهُ) الشَّريف إليهِ (فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ) من عبدِ الرَّحمن (فَقَصَمْتُهُ) بالصاد المهملة المفتوحة، أي: كسرتُهُ أو قطعتُهُ، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”فقَضِمْتُه“ بكسر الضاد المعجمة، أي: مضغتُهُ. وحكى السَّفاقسيُّ ”ففَصَمتُه“ بالفاء والصاد المهملة بدل القاف والمعجمة (وَنَفَضْتُهُ) بالفاء والضاد المعجمة الساكنة (وَطَيَّبْتُهُ) بالواو في «اليونينية» وغيرها، وفي الفَرْع: بالفاء، أي: طيبتُهُ(1) بالماءِ أو باليدِ، أي: ليَّنتهُ. وقال المحبُّ الطَّبريُّ _فيما قاله في «الفتح»‼_: إن كان «فقضِمتُه» _بالضاد المعجمة_ فيكونُ قولُهَا: فطيَّبتهُ تكرَارًا، وإن كان بالمهملةِ فلا؛ لأنَّه يصيرُ المعنى: كسرتهُ لطولهِ، أو لإزالَةِ المكانِ الذي(2) تسوَّكَ به عبدُ الرَّحمنِ (ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلعم فَاسْتَنَّ) أي: استاكَ (بِهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم اسْتَنَّ اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا) بالعين والدال المهملتين (أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلعم ) من السِّواكِ (رَفَعَ يَدَهُ أَوْ إِصْبَعَهُ) بالشَّكِّ من الرَّاوي (ثُمَّ قَالَ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى) قالهَا (ثَلَاثًا، ثُمَّ قَضَى) ╕ نحبهُ (وَكَانَتْ) عائشة (تَقُولُ: مَاتَ) صلعم ورأسه (بَيْنَ حَاقِنَتِي) بالحاء المهملة والقاف المكسورة والنون المفتوحة، النُّقرة بين التَّرقوةِ وحبلِ العاتقِ (وَذَاقِنَتِي) بالذال المعجمة والقاف المكسورة، طرفِ الحلقُومِ، وهذا لا يُعارض حديثها السَّابق [خ¦4437] «إنَّ رأسَهُ كان على فخذهَا». لاحتمالِ أنَّها رفَعَته من فخذِهَا إلى صدرِهَا، وأمَّا ما رواه الحاكمُ وابنُ سعدٍ من طرقٍ: أنَّه صلعم ماتَ ورأسهُ في حجرِ عليٍّ. ففي كلِّ طريقٍ من طرقه شيعيٌّ، فلا يحتجُّ به.


[1] قوله: «بالواو في اليونينية وغيرها وفي الفرع بالفاء أي طيبته»: ليست في (د).
[2] في (ص) زيادة: «كان».