-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
أبواب صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
كتاب جزاء الصيد
-
أبواب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
حديث: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟
-
حديث: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا
-
حديث: لكن أفضل الجهاد حج مبرور
-
حديث: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله عز وجل
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب: الجهاد ماض مع البر والفاجر
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب الفرس القطوف
-
باب السبق بين الخيل
-
باب إضمار الخيل للسبق
-
باب غاية السبق للخيل المضمرة
-
باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب الغزو على الحمير
-
باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب رد النساء الجرحى والقتلى
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كان النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من اختار الغزو بعد البناء
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب السرعة والركض في الفزع
-
باب الخروج في الفزع وحده
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب الأجير
-
باب استعارة الفرس في الغزو
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكان له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب قتل النساء في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
- باب: هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم؟
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي؟
-
باب قول النبي لليهود: أسلموا تسلموا
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
حديث: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
3053- قوله: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه بفتح القاف، وكسر المُوَحَّدة، وأنَّه ابنُ عقبة السُّوائيُّ، تَقَدَّمَ، كذا في أصلنا: (قَبِيصة: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ)، وكذا في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، والمِزِّيُّ ذكره(1) في «أطرافه» عن هذا المكان: (قَبِيصة)، قال: (وفي «المغازي» عن قُتَيْبَة [خ¦4431]، وفي «الجزية» عن مُحَمَّد [خ¦3168]، ومسلمٌ في «الوصايا» عن سعيد بن منصور، وقتيبة، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وعَمرو الناقد؛ ستَّتهم عنِ ابن عُيَيْنَة)، قال الجَيَّانِيُّ: (حدَّثنا قَبِيصة: حدَّثنا ابن عُيَيْنَة...)؛ فذكر هذا الحديث، ثُمَّ قال: (هكذا رُوِيَ في إسناد هذا الحديث عن أبي زيد المروزيِّ وأبي أحمد، وكذلك في نسخة عن النَّسَفيِّ، ورويناه عن أبي عليِّ ابن السَّكن عن الفربريِّ عن البُخاريِّ: «حدَّثنا قُتَيْبَة: حدَّثنا ابن عُيَيْنَة»، وبهذا الإسناد في «مرض النَّبيِّ صلعم»: «حدَّثنا قُتَيْبَة: حدَّثنا سفيان» [خ¦4431])؛ يعني: هذا الحديث، قال: (ولم يختلف رواةُ الكتاب عن البُخاريِّ في هذا الموضع)، قال: (ولعلَّ البُخاريَّ سمع الحديث من قُتَيْبَة بن سعيد، ومن قَبِيصة بن عقبة، غير أنِّي لا أحفظ لقَبِيصة بن عُقبة عنِ ابنِ عُيَيْنَة شيئًا في «الجامع»، ولا ذكر أبو نصر الكلاباذيُّ أنَّه روى عن غير الثوريِّ في الكتاب، والله أعلم)، انتهى.
قوله: (الْحَصْبَاءَ): هو بمدِّ آخره، وهو الحصى الصِّغار.
قوله: (اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صلعم وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ): اعلم أنَّه ╕ ابتدأ به وجعه الذي تُوُفِّيَ فيه في ليالٍ من صفر، أو في أوَّل ربيع الأوَّل، وتتامَّ وجعُه وهو يدور على نسائه حتَّى استُعِزَّ به وهو في بيت ميمونة، فاستأذن أزواجه أن يُمرَّض في بيت عائشة، فأَذِنَّ له، وكانت مدَّة شكواه ثلاثة عشر يومًا، وقيل: اثنا عشر، وقيل: أربعة عشر، وقيل: عشرة، وقيل: ثمانية، وسأذكر ذلك مُطَوَّلًا [خ¦64/83-6373]. /
قوله: (أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا): (أَكتبْ): بفتح الهمزة، وهي همزة المتكلِّم، وهو مجزوم جواب الأمر(2).
قوله: (كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ): اعلم أنَّه تَقَدَّمَ الكلام على هذا الكتاب الذي هَمَّ ╕ بكتابته إمَّا بوحي وإمَّا باجتهاد، ثُمَّ رجع عنه إمَّا بوحي وإمَّا باجتهاد [خ¦114]، وسأذكرُه أيضًا بعد هذا إن شاء الله تعالى وقدَّره [خ¦4431].
قوله: (هَجَرَ): سيجيء الكلام على ذلك في (وفاته صلعم)، فانظره [خ¦4431]، وقائل ذلك هو عُمر بن الخَطَّاب، كما قاله ابنُ الأثير في «نهايته».
قوله: (أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ): هو بقطع الهمزة؛ لأنَّه رُباعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ معروفٌ.
قوله: (مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ): قال البُخاريُّ هنا ما لفظه: (وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَأَلْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَقَالَ: مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَامَةُ وَالْيَمَنُ، قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَرْجُ أَوَّلُ تِهَامَةَ): أمَّا (يعقوب) هذا؛ فهو ابن مُحَمَّد _كما قال_ ابن عيسى الزُّهْرِيُّ العَوْفيُّ المدنيُّ، وهَّاه أبو زرعة وغيرُه، وقوَّاه أبو حاتم، وذكره ابنُ حِبَّانَ في «الثِّقات»، قال الذَّهَبيُّ في «الكاشف»: (قال البُخاريُّ في «الصحيح»: «حدَّثنا يعقوب: حدَّثنا إبراهيم بن سَعْد» [خ¦2697] فلعلَّه العَوْفيُّ)، عَلَّقَ له البُخاريُّ، تُوُفِّيَ سنة ░213هـ▒، وأخرج له ابنُ ماجه، له ترجمةٌ في «الميزان».
وأمَّا (المغيرة بن عبد الرَّحْمَن)؛ فهو المخزوميُّ المدنيُّ، أبو هاشم، هذا الذي يظهر، عن هشامِ بنِ عروةَ ويزيدَ بنِ أبي عُبيد، وعنه: إبراهيم بن المنذر وأبو مصعب، قال الزُّبَيرُ: (عرض عليه الرشيدُ قضاءَ المدينة وجائزةً أربعة آلاف دينار، فامتنع، وكان فقيهَ أهل المدينة بعد مالك)، مات سنة ░186هـ▒، أخرج له البُخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وثَّقه ابنُ مَعِين وغيرُه، وقال أبو داود: (ضعيف الحديث)، له ترجمةٌ في «الميزان»، لا المغيرة بن عبد الرَّحْمَن الحِزَاميُّ، ولا المغيرة بن عبد الرَّحْمَن الأسديُّ، ولا المغيرة بن عبد الرَّحْمَن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميُّ، والله أعلم.
وأمَّا (جزيرة العرب)؛ فقال أبو عُبيد: ([قال أبو عبيدة]: ما بين حَفَرِ أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطُّول، وأمَّا في العَرْض؛ فما بين رَمْلِ يَبْرِينَ إلى مُنْقَطع السَّماوةِ)، و(حَفَر أبي موسى): بفتح الحاء المُهْمَلَة والفاء، وكذا قيَّده النَّوويُّ في «تهذيبه»، قالوا: وسُمِّيت جزيرةَ العرب؛ لإحاطة البحار بها من نواحيها، وانقطاعها عن المياه العظيمة، وأُضيفت إلى العرب؛ لأنَّها الأرض التي كانت بأيديهم قبل الإسلام، وديارهم التي هي أوطانُهم وأوطان أسلافهم، وحكى الهرويُّ عن مالك: أنَّ جزيرة العرب هي المدينة، والصحيح المعروف عن مالك: أنَّها مكَّة والمدينة واليمامة واليمن.
وأخذ بهذا الحديث مالكٌ والشَّافِعيُّ وغيرُهما من العلماء، فأوجبوا إخراج الكفَّار من جزيرة العرب، وقالوا: لا يجوز تمكينهم من سُكْناها، ولكنَّ الشَّافِعيَّ خصَّ هذا الحكم ببعض جزيرة العرب؛ وهو الحجاز، وهو عنده مكَّة والمدينة واليمامة وأعمالها، دون اليمن وغيره ممَّا هو من جزيرة العرب، وخصَّ الشَّافِعيُّ عموم جزيرة العرب بدليلٍ آخرَ مشهورٍ في كتبه وكتب أصحابه، وفي «مسلم»: أنَّ عُمر أجلاهم إلى تيماء وأريحاء، هذا في يهود خيبر، وفي إجلائهم إلى هاتين القريتين دليل على أنَّ مراده ╕ بإخراج اليهود والنَّصارى من جزيرة العرب: إخراجُهم مِن بعضها؛ وهو الحجاز خاصَّة(3)؛ لأنَّ تيماء من جزيرة العرب، لكنَّها ليست من الحجاز، والله أعلم.
ورأيتُ في حاشية على نسخةٍ صحيحةٍ من «البُخاريِّ» ما لفظه: (جزيرة العرب من عدن إلى ريف العراق، ومن جُدَّة إلى بحر الشام) انتهت.
وقال ياقوت في «المشترك»: (جزيرة العرب: ما بين بحر اليمن وبحر الشام، وما أحاط به دِجلة والفرات)، قال الذَّهَبيُّ في «المشتبه»: (كذا قال)، انتهى.
وقال شيخُنا في شرح هذا الكتاب: (جزيرة العرب عند الجوينيِّ والقاضي الحسين: الحجاز؛ وهو مكَّةُ والمدينة واليمامة وقُرَاها، والمشهور: أنَّ الحجاز بعضُ الجزيرة، وبه جزم العراقيُّون وغيرهم، وقالوا: المراد بـ«الجزيرة» في الحديث: الحجاز، ويؤيِّده روايةُ أحمدَ من حديث أبي عُبيدة ابن الجرَّاح: آخرُ ما تكلَّم به رسولُ الله صلعم: «أخرجوا يهود الحجاز وأهل نَجْران من جزيرة العرب»)، انتهى.
قوله: (وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ): النَّاسي: هو سعيد بن جُبَيرٍ، قاله النَّوويُّ في «شرح مسلم»، وسيأتي من كلام ابن عُيَيْنَة أنَّه من قول سليمان؛ يعني: الأحول [خ¦3168]، وكذا قال بعض حفَّاظ مِصر من المُتَأخِّرين: إنَّ النَّاسِيَ هو ابنُ عُيَيْنَة، قال: (بيَّنه الإسماعيليُّ في روايته هنا، وقد بيَّنه البُخاريُّ بعدُ في «الجزية»).
قوله: (وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ): قال شيخُنا: (والثالثة: تجهيز جيش أسامة، قاله المهلَّبُ)، وقال شيخنا: (وقد ورد في روايةٍ: أنَّه القرآن)، انتهى، وقال القاضي عياض: (ويحتمل أنَّها قولُه صلعم: «لا تتَّخذوا قبري وَثَنًا يُعبَدُ»، فقد ذكر مالكٌ في «الموطَّأ» معناه مع إجلاء اليهود من حديث عمر ☺، والله أعلم)، وقال بعض المُتَأخِّرين من حفَّاظ مِصر: (وقع في «صحيح ابن حِبَّانَ» ما يرشد إلى أنَّها الوصية بالأرحام) انتهى.
قوله: (قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَرْجُ أَوَّلُ تِهَامَةَ): أمَّا (يعقوب)، فقد تَقَدَّمَ أعلاه، وأمَّا (العَرْج)، فبفتح العين المُهْمَلَة، وإسكان الراء، وبالجيم، وهي قريةٌ جامعةٌ من عَمَل الفُرْع، على نحو ثمانية وسبعين مِيلًا من المدينة، وهو أوَّل تهامة، كما قال، و(تِهامة): [تقدَّم] أنَّها بكسر التاء، وهذا مَعْرُوفٌ، وقد تَقَدَّمَ الكلام عليها [خ¦773].
[1] في (ب): (ونسبوه)، وهو تحريفٌ.
[2] (الأمر): سقط من (ب).
[3] في النسختين: (منهم)، وكتب فوقها في (أ): (خاصة) مصحَّحًا عليها، دون الضرب على: (منهم)، ولعل المثبت هو الصواب.