التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر

          2929- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّم مرارًا أنَّ هذا هو ابنُ المدينيِّ، وتَقَدَّم أنَّ (سُفْيَان): هو ابنُ عُيَينة، و(الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّدُ بن مسلم، و(سَعِيد بْن المُسَيِّـَب): بفتح ياء (المسيِّـَب) وكسرِها، وغيرُه ممَّن اسمُه (المسيَّب) لا يجوز فيه إلَّا الفتح، والله أعلم. /
          قوله: (نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ): تَقَدَّم قريبًا جدًّا، وكذا (الْمَجَانُّ) و(الْمُطْرَقَةُ) [خ¦2927].
          قوله: (قَالَ سُفْيَانُ: زَادَ فِيهِ أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً: «صِغَارَ الأَعْيُنِ»): أمَّا قوله: (زاد سفيان): يعني: بالسَّند المُتقدِّم، وليس هذا تعليقًا، إنَّما هو بسند الحديث الذي قبله؛ وهو عليُّ بن عبد الله عنه؛ فاعلمه، و(سفيان): تَقَدَّم قريبًا أنَّه ابنُ عُيَينة(1) في الحديث الذي قبل هذا، و(أبو الزِّناد): هو عبد الله بن ذكوان _بالنُّون_ تَقَدَّم مرارًا، ومرَّةً مُتَرجَمًا [خ¦162]، و(الأعرج): كذلك تَقَدَّم مرارًا أنَّه عبدُ الرَّحمن بن هُرْمُز.
          وأمَّا قوله: (روايةً) _هو مَنْصوبٌ مُنوَّن_؛ فاعلم أنَّ قولَ الرَّاوي عن الصَّحابيِّ: يرفع الحديث، أو يبلغُ به، أو روايةً _كهذا المكان_ أو ينميه(2)؛ فإنَّه يكون مرفوعًا، قال ابن الصَّلاح: (وحكمُ ذلك عند أهل العلم حكمُ المرفوع صريحًا)، وذلك كقول ابن عبَّاس: «الشِّفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكيَّة نار، وأنهى أمَّتي عن الكيِّ»؛ رفع الحديث، رواه البخاريُّ [خ¦5680]، وروى مسلمٌ من رواية أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلغُ به قال: «النَّاس تبعٌ لقريش»، وفي «الصَّحيحين» بهذا السَّند هذا الحديث الذي نحن فيه: «تقاتلون قومًا»، وروى مالكٌ في «المُوَطَّأ» عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: (كان النَّاس يُؤمَرون أن يضع الرَّجلُ يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصَّلاة)، [قال أبو حازمٍ: لا أعلمُ إلَّا أنَّهُ يَنْمِي ذلكَ] _وقد قَدَّمتُ الخلاف في (يَنمي) و(يُنمي) [خ¦740]_ وقد رواه البخاريُّ من طريق القعنبيِّ عن مالكٍ: (يَنمِي ذلك إلى النَّبيِّ صلعم) [خ¦740]، [فصرَّح برفعه]، وإن قيل ذلك عن التَّابعيِّ؛ فهو مُرسَلٌ.


[1] زيد في (ب): (الإمام).
[2] في (ب): (تنمية).