التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

          2864- قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): هذا هو السَّبيعيُّ عَمرو بن عبد الله، تَقَدَّم مرارًا.
          قوله: (قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَفَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ): هذا (الرَّجل) لا أعرفه، غير أنَّه من قيس، كما وقع في (المغازي) من «البخاريِّ» [خ¦4317].
          قوله: (أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلعم يَوْمَ حُنَيْنٍ...) إلى آخره: سيأتي الكلامُ عليه في (غزوة حُنين) إن شاء الله تعالى [خ¦4315].
          قوله: (وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ): (إنَّه): بكسر الهمزة.
          ثمَّ اعلم أنَّه ╕ كان له بغلةٌ شهباءُ، يقال لها: الدُّلدُل، أهداها له المقوقس، / وبغلةٌ يقال لها: فضَّة، أهداها له فروة بن عمرو الجذاميُّ، فوهبها لأبي بكر، وبغلةٌ أهداها له ابنُ العَلْماء صاحبُ أيلةَ، وبعث صاحبُ دومة الجندل إلى رسول الله صلعم ببغلة، وقيل: أهدى له كسرى بغلةً، ولا يَثبُتُ، وقد روى الحاكمُ في «المستدرك» بإسناده إلى ابنِ عبَّاسٍ ☻ قال: (أُهدِي إلى النَّبيِّ صلعم بغلةٌ أهداها له كسرى، فركبها بحبل من شعر، ثمَّ أردفني خلفه...)؛ الحديث، قال الحاكم: (لم يُخرِّجِ الشيخان ابنَ خراش _يعني: شهاب بن خراش_ ولا القدَّاح)؛ يعني: عبد الله بن ميمون القدَّاح، قال الذَّهبيُّ في «تلخيص المستدرك»: (لأنَّ القدَّاح قال أبو حاتم: متروكٌ، والآخَر: مُختَلفٌ فيه، وعبد الملك _يعني: ابن عُمير_ لم يسمع من ابن عبَّاس فيما أُرَى) انتهى، وعنِ ابنِ عبَّاسٍ ☻: (أهدى النَّجاشيُّ إلى رسولِ الله صلعم بغلةً، فكان يركبها)، فهذه ستُّ بغلات، وذكر بعضُهم خمسًا، ولم يذكر بغلةَ كسرى، ولفظ مغلطاي الحافظ في «سيرته الصُّغرى»: (ومِن البغال: دُلدُل، وفضَّة، والتي أهداها له ابن العَلماء، والأيليَّة، وبغلة أهداها له كسرى، وأخرى من دومة الجندل، وأخرى من عند النَّجاشيِّ)؛ فهنَّ سبعٌ.
          فائدةٌ هي تنبيهٌ: البغلة التي ركبها يوم حُنَين هي فضَّة، وهي التي أهداها له فروةُ بن نفاثة؛ كذا قاله ابنُ سيِّد النَّاس [في «سيرته»، وفي كلام السُّهَيليِّ معناه، ورأيتُه أيضًا كذلك في كلام السُّهيليِّ، ولفظه: (والبغلة التي كان عليها يومئذٍ _يعني: يوم حُنَين_ هي التي تُسمَّى: الشَّهباء، وهي التي أهداها إليه فروة بن نفاثة)](1)، وفي كلام بعضهم في «سيرته» في (غزوة حُنين): (وركب بغلةً تُسمَّى: الدُّلدُل)، وكذا سمَّاها النَّوويُّ في «شرح مسلم» في (غزوة حُنَين) ولفظه: (قال العُلماء: لا يُعرَف له ╕ بغلةٌ سواها...) إلى آخر كلامه، وفي هذا «الصَّحيح»: (أنَّه كان على بغلته البيضاء) [خ¦2864]، وكذا في «مسلم»، وفي «مسلم» أيضًا: (أهداها له فروة بن نُفَاثة)، كما صرَّح به العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلب، وهذا يردُّ أنَّها الدُّلدُل؛ لأنَّ الدُّلدُل أهداها له المقوقس، وفروةُ أهدى له فضَّة، وقال شيخُنا: (واختُلِف في لون البغلة التي كانت تحته يومئذٍ _يعني: يوم حُنَين_؛ ففي «مسلم»: «كانت بيضاء أهداها له فروة بن نُفَاثة»، وفي لفظ: «كانت شهباء»، وعند ابنِ سعد: كان راكبًا دُلدُلَ التي أهدى له المقوقس، فيجوز أن يكون ركوبُه مُتعدِّدًا بعد أن نزل)، انتهى.
          قوله: (وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِهَا): (أبو سفيان) هذا: هو ابنُ الحارثِ بنِ عبد المطَّلب، واسمُه المغيرةُ، قاله إبراهيمُ بنُ المنذر، والزُّبيرُ بنُ بكَّار، وابنُ الكلبيِّ، وقيل: اسمُه كنيتُه، وهو ابنُ عمِّه صلعم، وأخوه مِن الرَّضاعة، تُوُفِّيَ سنة عشرين، وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (المغيرة بن الحارث بن عبد المطَّلب هو أخو أبي سفيان)، وهذا وَهمٌ، انتهى، قال السُّهيليُّ في (غزوة الفتح) من «الرَّوض»: (وقيل: اسمُ أبي سفيان المغيرةُ، وقيل: بل المغيرةُ أخوه، قال القتبيُّ: إخوته: المغيرة، ونوفل، وعبد شمس، وربيعة؛ بنو الحارث بن عبد المطَّلب) انتهى.
          قوله: (وَالنَّبِيُّ صلعم يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ...) إلى آخره: سيأتي الكلام عليه في (غزوة حُنين) إن شاء الله تعالى ذلك وقدَّره [خ¦4315].


[1] ما بين معقوفين سقط من(ب)، «الروض الأُنُف» ░4/144▒.