التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب النفخ في المنام

          ░40▒ بَابُ النَّفْخِ فِي الْمَنَامِ
          7036- 7037- ذَكَرَ فيه حديثَ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ ☺، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلعم قَالَ: (نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ).
          وَقَالَ رَسُولُ الله صلعم: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أُوتِيتُ خَزَائِنَ الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا). الحديث. كما سَلَفَ قريبًا [خ¦7034].
          والنَّفْخُ في المنام إزالةُ الشَّيءِ المنفوخِ فيه وإذهابٌ له بغيرِ تكلُّفٍ شديدٍ لِسهولةِ النَّفْخِ على النافِخِ، والنَّفْخُ دليلٌ على الكلامِ وكذلك أُهلِكَ هذين الكذَّابَينِ صاحبِ صنعاءَ وصاحبِ اليَمَامةِ بِكلامِه، وأَمَرَ بقتْلِهِما كما سلف في باب إذا طار الشَّيءُ في المنام.
          فَصْلٌ: وأمَّا قولُ هَمَّامٍ: (هذا ما حدَّثنا به أبو هُرَيْرَةَ) وذَكَرَ الحديثَ ثُمَّ حديثَ البابِ، فَسِرُّهُ أنَّ همَّامًا رَوَى عن أبي هريرةَ صحيفةً تُعرَفُ بصحيفةِ همَّامٍ، وفي أوَّلِها الحديثُ الأوَّلُ فأرادَ أنْ يَذْكُرَ ذلك على الرُّتبةِ الَّتي رواها عن أبي هُرَيْرَةَ ☺، وقد تكرَّر مثلُ هذا في مواضعَ منها باب لا يبولُ في الماء الدَّائم مِن كتاب الوُضوُء، ومُسْلمٌ ☼ نَبَّهَ على ذلك، فيقولُ: عن همَّامٍ، هذا ما حدَّثنا به أبو هُرَيْرَةَ ☺ فَذَكَرَ أحاديثَ منها ثمَّ يذكُرُ ما يريدُ منها.
          فَصْلٌ: قولُه: (فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مَن ذَهَبٍ) الحديث، سلف الكلامُ عليه. وقولُه: (فَكَبُرَا عَلَيَّ) أي عَظُمَا، هو بضمِّ الباء. وقولُه: (وَأَهَمَّانِي) أي أَقْلَقَاني وأَحْزَنَاني.