التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب رؤيا إبراهيم

          ░7▒ بَابُ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ ◙
          وَقَوْلُهُ ╡: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} إلى قولِه: {الْمُحْسِنِينَ} [الصافات:102]. وقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَسْلَمَا} [الصافات:103] سَلَّمَا مَا أُمِرَا بِهِ.
          قال المُهَلَّب: هذا دليلٌ أنَّ رُؤيَا الأنبياءِ وحيٌ لا يجوزُ فيها الضِّغْثُ لأنَّ إبراهيمَ حكَمَ بصِدْقِها ولمْ يَشُكَّ أنَّها مِن عندِ الله تعالى فَسَهُلَ عليه ذبْحُ ابنِه والتَّقرُّبُ به إلى الله، وكذلك فعَلَ إِسْحَاقُ حين أعلَمَهُ أبوهُ إبراهيمُ بِرؤياهُ فسلَّم الحُكمَ إليه وانقادَ له ورَضِيَ وفوَّضَ أمرَهُ إلى الله فقال: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات:102] وبهذه الآية استدلَّ ابنُ عبَّاسٍ على أنَّ رُؤيا الأنبياءِ وحيٌ.