التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب التواطؤ على الرؤيا

          ░8▒ بَابُ التَّوَاطُؤِ عَلَى الرُّؤْيَا
          6991- ذَكَرَ فيه حديثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ☻: أَنَّ أُنَاسًا أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، وَأَنَّ أُنَاسًا أُرُوا أَنَّهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ ◙: (التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ).
          اعترض الإسْمَاعيليُّ بعد أن ذَكَرَهُ بِلَفْظِ: ((إنَّ أُناسًا منكم قد أُرُوا أنَّها في السَّبع الأُوَلِ، وأُرِيَ ناسٌ منكم أنَّها في السَّبْعِ الغَوابِرِ فالتمسوها في السَّبْعِ الغوابِرِ)) لم يَذكُرِ البُخَارِيُّ التَّواطؤَ الَّذي بوَّب له، وأخبارُ التَّواطُئِ الَّتي كان ينبغي له أن يَذكرَها هنا: ((أَرَى رُؤياكم قد تواطأت على العشْرِ الأواخِرِ)) قلتُ: وكأنَّ البُخَارِيَّ أشار إلى ذلك بقولِه: (التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ) وعادتُه أنْ يُنَبِّه بالأخفَى على الأَشهَر. وأمَّا ابنُ بطَّالٍ فذكره بزيادةِ: ((أَرَى رُؤياكم قد تَواطَأتْ)) قبْل: (الْتَمِسُوهَا...) إلى آخرِه. قال المُهَلَّب: وفيه الحُكْمُ على صِحَّةِ الرُّؤيا بتواطُئِها وتكريرِها، وهذا أصلٌ في ذلك يجبُ لنا أن نحكُمَ به إذا ترادفت الرُّؤيا وتَواطَأت بالصِّحَّةِ كما حكمَ الشَّارعُ.
          تَنْبِيهٌ: ذَكَرَ بعضُ شيوخِنا هنا أنَّ البُخَارِيَّ قال: ورواهُ اللَّيثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ بمثله سواءٌ، وأنَّ الإسْمَاعيليَّ رواه مِن حديثِ أبي صالِحٍ عن اللَّيثِ به، وهذا لم أَرَهُ في شيءٍ مِن الأُصُولِ.