شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب تعليم الصبيان القرآن

          ░25▒ بَابُ: تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ القُرْآنَ.
          فيهِ: ابنُ جُبَيْرٍ قَالَ: إِنَّ الَّذي تَدْعُونَهُ المُفَصَّلَ هُوَ المُحْكَمُ. [خ¦5035]
          وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ◙ وَأَنَا ابنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ المُحْكَمَ. قِيْلَ لَهُ: وَمَا المُحْكَمُ؟ قَالَ: المُفَصَّلُ.
          ذكر ابنُ أبي زَيْدٍ قالَ: رُوِيَ أنَّ تعليم القرآن الصِّبيان يطفئ غضب الرَّبِّ، وإنَّما سمَّى المفصَّل لكثرة السُّور والفصول فيه، عن ابنِ عَبَّاسٍ. وقيل: إنَّما سمِّي بالمحكم أيضًا لأنَّ أكثرَه لا نسخٌ فيه.
          واختلف في سن ابنِ عَبَّاسٍ حين مات النَّبيُّ صلعم فروى أبو بَشِيْرٍ عن سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ في هذا الباب ما تقدَّم.
          وقال أبو إِسْحَاقَ عن سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ: قبض النَّبيُّ صلعم وأنا ختين. وروى شُعْبَةُ عن أبي إِسْحَاقَ عن سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: تُوُفِّيَ النَّبيُّ صلعم(1) وأَنَا ابنُ خَمْسَ عشرةَ سنةً. وذكر الزُّبَيْرُ والوَاقِدِيُّ أنَّ ابنَ عَبَّاسٍ وُلِدَ في الشِّعْبِ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان ابن ثلاث عشْرة سنةً حين تُوُفِّيَ النَّبيُّ صلعم والله أعلم(2).


[1] قوله: ((توفي النبي صلعم)) ليس في (ص).
[2] قوله: ((والله أعلم)) ليس في (ص).