شرح الجامع الصحيح لابن بطال

فضل البقرة

          ░10▒ بَابُ: فَضْلِ البَقَرَةِ.
          فيهِ: أَبُو مَسْعُودٍ، قَالَ النَّبيُّ صلعم: (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ). [خ¦5008] [خ¦5009]
          وفيهِ: أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: (وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلعم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم... فَقَصَّ الحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، فَإنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبيُّ صلعم: صَدَقَكَ، وَهُوَ كَذُوبٌ ذَلكَ شَيْطَانٌ). [خ¦5010]
          قال المؤلِّفُ: إذا كان مَن قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه، ومَن قرأ آية الكرسي كان عليه مِن الله حافظٌ ولا يقربه شيطانٌ حتَّى يصبح، فما ظنُّك بما يحصل لمَن(1) قرأها كلَّها مِن كفاية الله تعالى له وحرزِه وحمايتِه مِن الشَّيطان وغيرِه، وعظيم ما يدَّخر له مِن ثوابها.
          وقد رُوِيَ هذا المعنى عَنِ النَّبيِّ صلعم، روى(2) مَعْمَرٌ عن يحيى بنُ أبي كَثِيْرٍ عن أبي سَلَمَةَ عن أبي أُمَامَةَ قالَ: قالَ لِيْ(3) رَسُولُ اللهِ: ((تَعَلَّمُوا القُرْآنَ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، تَعَلَّمُوا البَقَرَةَ وآلَ عِمْرَانَ، تَعَلَّمُوا(4) الزَّهْرَاوَيْنِ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ _أَوْ غَيَايَتَانِ_ أَوْ كَأَنَّهُمَا(5) فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ(6) تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا، وَتَعلَّمُوا البَقَرَةَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهَا بَرَكَةٌ وَإِنَّ فِي تَرْكِهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تُطِيْقُهَا البَطَلَةُ)) وقال ابنُ مَسْعُودٍ: إنَّ الشَّيْطَانَ يخرج مِن البيت الَّذي تُقرأ(7) سورة البقرة فيه(8).


[1] في (ت) و (ص) والمطبوع: ((فما ظنك بمن)) ليس في (ت) و(ص).
[2] في (ص) والمطبوع: ((وروى)).
[3] قوله: ((لي)) ليس في (ت) و(ص).
[4] قوله: ((تعلموا)) ليس في (ص).
[5] في (ص): ((وكأنهما)).
[6] في (ت) و(ص): ((صافٍّ)).
[7] في المطبوع: ((يقرأ)).
[8] قوله: ((وقال ابن مسعودٍ: إنَّ الشَّيطان يخرج من البيت الَّذي يقرأ سورة البقرة فيه)) ليس في (ت) و(ص).