شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب بمن يبدأ بالهدية؟

          ░16▒ بَابُ بمَنْ(1) يُبْدَأُ بِالهَدِيَّةِ؟
          وَقَالَ الرَّسُولُ صلعم لميمونةَ حينَ أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً: (لها(2) لَوْ وَصَلْتِ بِهَا بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ).
          فيهِ عَائِشَةُ قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: إِلَى(3) أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا). [خ¦2595]
          وفي حديث ميمونةَ أنَّ صلة الأقاربِ أفضلُ مِنَ العتقِ، على أنَّ العتقَ(4) قد جاءَ فيه أنَّ اللهَ يعتقُ(5) بكلِّ عضوٍ منه عضوًا منها(6) مِنَ النَّارِ، وأنَّ بالعتق تُجاز العقبة يوم القيامة.
          وفي حديث عائشةَ أنَّ أقربَ الجيران أَوْلى بالصِّلة والبرِّ والرِّعاية، وأنَّ صِلَةَ الأقرب منهم أفضلُ مِنْ صِلةِ الأبعد إذ لا يقدرُ على عموم جميعهم بالهديَّة، وقد أكَّد اللهُ تعالى ذلك في كتابه، فقال ╡: {وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ}[النِّساء:36]، فدلَّ هذا على تفضيل الأقرب، وقد تقدَّم(7) ذلك في بابِ أيُّ الجوار أقرب في كتاب الشُّفعة، فأغنى عن تكراره(8) [خ¦2259].


[1] في (ز): ((مَنْ)).
[2] قوله: ((لها)) ليس في (ز).
[3] قوله: ((إلى)) ليس في (ز).
[4] قوله: ((على أنَّ العتق)) ليس في (ص).
[5] في (ز): ((فيه أنَّه يعتق الله)).
[6] في (ز): ((منه)).
[7] زاد في (ز): ((معنى)).
[8] في (ز): ((تكريره)).