شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من استوهب من أصحابه شيئًا

          ░3▒ بَابُ مَنِ اسْتَوْهَبَ مِنْ أَصْحَابِهِ شيئًا(1)
          وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلعم(2): (اضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا).
          وفيهِ سَهْلٌ: قَالَ النَّبيُّ صلعم للمَرْأَةِ الأَنْصَارِيَّةِ: (مُرِي غُلَامَكِ النَّجَارَ، يَعْمَلْ لِي أَعْوَادَ المِنْبَرِ) الحديثَ. [خ¦2569]
          وفيهِ أَبُو قَتَادَةَ(3) قَالَ: (فَنَاوَلْتُهُ العَضُدَ، فَأَكَلَهَا حَتَّى نَفِذَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ). [خ¦2570]
          استيهابُ الصَّديق الملاطف حَسَنٌ إذا عُلِمَ أنَّ ما يستوهبُه تطيبُ به نفسُهُ، ويُسرُّ بِهِبَتِهِ، ويبيِّن هذا أنَّه قد جاء في حديث آخر: ((أَنَّ المرْأَةَ الأَنصَاريَّةَ كَانَتْ تَطَوَّعَتْ للنَّبِيِّ صلعم وَسَأَلَتْهُ أَنْ تَصْنعَ لَهُ المِنْبَرَ، وَكَانَتْ وَعَدَتْهُ بِذَلِكَ، وَإِنَّما قَالَ ◙: اضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا)) في الغَنَم الَّذي(4) أخذوا في الرُّقية بفاتحة الكتاب، وقالَ في لحمِ الصَّيدِ: ((هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ))، ليؤنسهم لمَّا(5) تحرَّجوا مِنْ أَكلِهِ بِأنْ يُريَهم حلَّه عيانًا بأكله منه، ومِنْ هذا الحديثِ، قالَ بعضُ الفقهاء: إنَّ المآكل إذا وردت على قومٍ دونَ مجالسيهم أنَّهم مندوبون إلى مشاركتهم.


[1] قوله: ((شيئًا)) ليس في (ز).
[2] في (ز): ((عنِ النَّبيِّ صلعم)).
[3] زاد في (ز): ((وأكله المحرمون)).
[4] في (ز): ((الَّتي)).
[5] في (ز): ((مِمَّا)).