الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام

          3768- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ): بالتَّصغير، نسبه لجدِّه، وإلا فأبوهُ عبد الله المخزومِي المصري، قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ): أي: ابن سعدٍ (عَنْ يُونُسَ): أي: ابن يزيد الأيلي (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): أي: محمَّد بن مسلمٍ الزُّهري.
          قال: (قَالَ أَبُو سَلَمَةَ): بفتحات؛ أي: ابن عبد الرحمن؛ أي: ابن عوف (إِنَّ عَائِشَةَ) أي: الصِّدِّيقة (♦ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم يَوْماً يَا عَائِشُ): بضم الشين على ما في أكثر الأصول، وبفتحها على ما في الفرع ورأيته في بعضِ الأصول الصَّحيحة بالوجهين، وهما لغتان في كل منادى بشرطه فصيحتان في العربية: لغة من ينتظر، وهي الأكثر، ولغة من لا ينتظر.
          (هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ): بالهمز بعد الراء (السَّلاَمَ): أي: يسلِّم عليكِ (فَقُلْتُ): بضم التاء، من كلامِ عائشة (عَلَيْهِ): ولأبي ذرٍّ: <وعليه> (السَّلاَمُ): بالواو، وهو الأولى (وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ): هذا أكملُ صيغِ الجواب (تَرَى): بتاء الخطاب، لرسول الله؛ أي: أترى (مَا لاَ أَرَى): بفتح الهمزة والراء.
          وقوله: (تُرِيدُ): أي: عائشةُ (رَسُولَ اللَّهِ صلعم): من كلامِ المصنِّف أو بعض الرواة، وقول القسطلَّاني نقلاً عن ((الفتح)): هذا من قولِ عائشةَ، انتهى.
          يؤيد ما قبل ((تريد)) فافهم، وسيأتي في مناقبِ خديجة أنَّ الله أقرأها السَّلام، فلهذا كانت أفضل على ما مرَّ.
          واستنبطَ من هذا الحديثِ استحبابَ بعثِ السلام إلى غيره، ولو من أجنبيٍّ إن كانا صَالحين، وأن الشَّخص إذا بلَّغه أحدٌ سلام غيرهِ أو بلَغه في كتابٍ وجبَ عليه الرَّدُّ، فليتأمَّل.