الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب مناقب جعفر بن أبي طالب

          ░10▒ (باب مَنَاقِبُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيِّ ☺): قال شيخ الإسلام: سقط لفظ: <باب> من نسخة، وكذا قوله: <الهاشمي>.
          وقال في ((الفتح)): سقطَتِ الأبوابُ كلها من رواية أبي ذرٍّ وأبقَى التراجمَ، وثبتَ الجميع في رواية الباقين فجعفر أخو عليٍّ شقيقُه، وكان جعفرُ أسنُّ من عليٍّ بعشر سنين واستشهدَ في غزوة مؤتة في حياةِ النَّبيِّ صلعم وقد جاوزَ أربعين سنةً أسلم قديماً فهاجرَ الهجرتين، وكنيته: أبو عبد الله، وذو الجناحين، وذو الهجرتين ولقبُه الطَّيار؛ لأنَّ الله عوَّضه عن يديهِ لما قطعتا في غزوةِ مؤتة بجناحَين يطيرُ بهما في الجنَّة، كما قال النَّبي صلعم.
          وقال النَّووي: هو الجوادُ أبو الجواد كان من متقدِّمي الإسلام، وهاجرَ إلى الحبشة، وكان هو وأصحابه سببُ إسلام النَّجاشي، وارتفقَ المسلمون بجعفر هناك وكان أميرهُم في الهجرةِ وهاجرتْ معه زوجتُه أسماء بنت عُمَيس فولدتْ له هناك عبد الله بن جعفر وهو أوَّل مولودٍ ولد في الإسلام بأرضِ الحبشة، قال: وقضية جعفر مع النَّجاشي في أول اجتماعهِ به وقراءته عليه سورة مريم.
          وقوله: أن عيسَى عبد الله وغير ذلك مما جرَى له مشهورٌ، ثم قدمَ من الحبشة هو ومن صَحبه من المهاجرين، ومن دخلَ في الإسلام هناك وجاؤوا في سفينتين في البحرِ، فقدموا على رسولِ الله صلعم في خيبر فأسهَم لهم منها ولم يسهِم لغيرهِم ممَّن لم يحضرْها، ثم سكنَ المدينة إلى أن استشهدَ بمؤتة لما أمرَه النَّبي صلعم على جيشِها، انتهى ملخصاً.
          (وَقَالَ لَهُ): أي: لجعفر (النَّبيُّ صلعم): مما وصله المصنِّف مما مرَّ في عُمرة القضاء من حديث البراء / (أَشْبَهْتَ): الخطاب لجعفر (خَلْقِي): بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام، هو في الأصل التَّقدير (وَخُلُقِي): بضمتين وتسكن اللام تخفيفاً بمعنى السَّجية والطَّبع.
          وسيأتي الكلام عليه بأبسط.