الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب مناقب عمار وحذيفة

          ░20▒ (بَابُ مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ ☻): قال في ((الفتح)): جمعهما في ترجمة لوقوع الثَّناء عليهما من أبي الدرداء في حديث واحد، وقد أفرد ابنُ مسعود وإن ذكر معها لوجود ما يوافق شرطَه في غير ذلك من مناقبه، أما ((عَمَّار)) فهو: بفتح العين المهملة وتشديد الميم، ابن ياسِر _بالتحتية أوله وكسر السين المهملة_ ابن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحُصين.
          وساق تمام نسبه في ((التَّهذيب)) إلى يشجب، وقولنا: العَنْسي _بفتح العين وسكون النون_ نسبة إلى جدٍّ له أعلى يسمَّى: عنساً.
          وقال النَّووي: العنْسِي _بالنون_ الشَّامي الدِّمشقِي، قال: وكان إسلامُ عمار وصهيب قديماً، وكنية عمَّار أبو اليَقظان العَنْسي _بفتح العين المهملة وسكون النون والسين المهملة_ وأمُّه: سميَّة _بالسين المهملة مصغر_ وأسلم الثلاثة جميعاً قديماً، وعذِّبوا في الله ليرجعوا عن الإسلام، وكانوا من المستضعفين، وقتل أبو جهل ٍلعنه الله أمَّ عمَّار بمكَّة، وهي أول شهيدةٍ في الإسلامِ، ومات أبوه قديماً.
          وأما هو فقد عاشَ إلى أن قتلَ مع عليِّ بن أبي طالب في وقعة صفِّين بين المسلمين قتلته فئة معاوية ف ☻ وعن الصَّحابة أجمعين.
          وأمَّا حُذيفة فهو: بالحاء المهملة والذال المعجمة، مصغَّر فهو: ابن اليَمَان _بفتح التحتية والميم الخفيفة فألف فنون_ ابن جابر ابن عَمرو العَبْسي _بفتح العين وسكون الموحدة_ حليف بني عبد الأشهلِ من الأنصار، أسلم هو وأبوه، وولي حُذيفة بعضَ أمور الكوفة لعمر، ووليَ إمرةَ المدائن، ومات بها بعد قتل عثمان بيسيرٍ.
          وقال الكرمانيُّ: وهو وإن كان بالمدائن، لكن المراد من الكوفة هي وتوابعها؛ يعني: العراق، انتهى.