الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول النبي: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر

          ░3▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: سُدُّوا الأَبْوَابَ، إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ): بنصب ((باب)) على الاستثناء من الأبواب، و((سدوا)): بضم السين وتشديد الدال المهملتين، فعل أمرٍ مبني على حذف النون، وزاد الطَّبراني من حديث معاويةَ في آخر هذا الحديث بمعناه: ((فإني رأيت عليه نوراً)).
          قال شيخُ الإسلام: المرادُ بالأبواب المتَّصلة ببيوتِ من يدخل منها إلى المسجد ولبيتهِ باب آخر فلا يشكلُ بخبر أحمد والنَّسائي: أمرَ رسولُ الله صلعم بسدِّ الأبواب الشَّارعة في المسجد وترك باب عليٍّ؛ لأنَّ بيتَ عليٍّ لم يكنْ له باب غير الباب النَّافذ إلى المسجدِ، كما صرَّح به أبو بكر الكلاباذي في ((معاني الأخبار)) ونقله عنه شيخنا وأقرَّه.
          (قَالَهُ): أي: الحديث المذكور (ابْنُ عَبَّاسٍ): ☻ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم): ممَّا وصله المصنِّف بمعناه في كتاب الصَّلاة ولفظه: ((سدُّوا عنِّي كلَّ خوخَةٍ إلا خوخَة أبي بكرٍ)).
          قال في ((الفتح)): والخوخةُ: طاقةُ في الجدارِ تفتحُ لأجل الضَّوء، ولا يشترطُ علوها، وحيث تكون سُفلى يمكنُ الاستطراق منها، ولهذا يطلقُ عليها باب، وقيل: لا يُطلق عليها باب إلا إذا كانت تغلق.