نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: إن الشيطان عرض لي فشد علي يقطع الصلاة علي

          3284- (حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ) هو: ابنُ غيلان المروزيُّ، قال: (حَدَّثَنَا شَبَابَةُ) بفتح الشين المعجمة وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف موحدة أخرى، ابن سوار الفزاريُّ المروزيُّ، قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ) بكسر الزاي وتخفيف المثناة التحتية، الجمحيِّ، وقد مرَّ في الوضوء [خ¦165].
          (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺، عَنِ النَّبِيِّ صلعم : أَنَّهُ صَلَّى صَلاَةً، فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ) أي: حمل عليَّ (يَقْطَعُ الصَّلاَةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَكَرَهُ) أي: فذكر الحديث بتمامه، وهو: ((فأردت أن أربطه إلى ساريةٍ من سواري المسجد حتَّى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرتُ قول أخي سليمان ◙: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص:35]، قال روح: فردَّه خاسئاً)).
          والحديثُ قد مرَّ في كتاب الصلاة، في باب الأسير أو الغريم يُرْبَط في المسجد [خ¦461]، فإنَّه أخرجه هناك عن إسحاق بن إبراهيم، عن روح ومحمد بن جعفر كلاهما عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة ☺، عن النَّبي صلعم قال: ((إنَّ عفريتاً من الجنِّ تفلَّت عليَّ البارحة، أو كلمة نحوها، ليقطع عليَّ الصَّلاة، فأمكننِي الله منه فأردتُ أن أربطه)) الحديث.
          ومطابقتهُ للترجمة ظاهرة، وفي الحديث: إباحةُ رَبْطِ من يُخْشَى هربُه ممَّن في قبله حق، وفيه: إباحة العمل اليسير في الصلاة، وأنَّ المخاطبة فيها إذا كانت بمعنى الطَّلب من الله لا تُعَدُّ كلاماً، فلا يَقْطَعُ الصَّلاة؛ لقوله صلعم في بعض طرق هذا الحديث: ((أعوذ بالله منك)).