نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: لو أعلم أن تنتظرني لطعنت به في عينيك

          6901- (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) أبو رجاء البلخي، قال: (حَدَّثَنَا لَيْثٌ) هو: ابنُ سعدٍ الإمام (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهري (أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ) بسكون العين فيهما ☻ (أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة (فِي بَابِ) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشْمِيْهنَي: <من جُحْر من باب> (رَسُولِ اللَّهِ صلعم ، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلعم مِدْرًى) بكسر الميم وسكون الدال المهملة بعدها راء منونة، حديدةٌ يُشَوَّى بها شعرُ الرَّأس المُتَلَبِّد كالخلال لها رأس، وقيل: هو شبيهٌ بالمشط له أسنانٌ من حديد، وقال في الأولى: مِشْقَص وفُسِّر بالنَّصل العريض، فيحتمل التَّعدد أو أنَّ رأس المِدْرَى كان محدَّدًا فأشبه النَّصل.
          (يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلعم قَالَ: لَو أَعْلَمُ أَنْ) بالتخفيف (تَنْتَظِرَنِي) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الحمُّويي والمُسْتَملي: <إنك> بتشديد النون بعدها كاف، تنتظرني؛ أي: تنظرني (لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنَيْكَ) كذا في رواية الكُشْمِيْهَني بالإفراد، وفي رواية غيره: <في عينيك> بالتَّثنية؛ يعني: وإنَّما لم أطعنْك لأنِّي كنت متردِّدًا بين نظرك وبين وقوفك غير ناظرٍ.
          (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم : إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ) أي: الاستئذان في دخول الدَّار (مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ) بكسر القاف وفتح الموحَّدة؛ أي: جهة البصر لئلَّا يطَّلع على عورةِ أهلها، ولولاه لما شرع. وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشْمِيْهَني: <من قبل النَّظر> بالنون والظاء المعجمة بدل الموحَّدة والصاد.
          قال الطِّيبي: قوله: لو أعلم أنَّك تنتظرني، بعد قوله: اطَّلع، يدلُّ على أنَّ الاطلاعَ من غير قَصْدِ النَّظر لا يترتَّب هذا الحكمُ عليه، فلو قصدَ النَّظر فرماهُ صاحبُ الدَّار بنحو حصاةٍ فأصابتْ عَينَيه فعمي أو سرت إلى نفسه فتلفتْ فهدر.
          والكلام في وَجْهِ الترجمة مثلُ الكلام في الحديث السَّابق، وقد مرَّ الحديث في الاستئذان أيضًا [خ¦6241].