نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: لا يبقى منكم أحد إلا لد إلا العباس فإنه لم يشهدكم

          6897- (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو: ابنُ مسرهد، قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) هو: ابنُ سعيدٍ القطَّان (عَنْ سُفْيَانَ) هو الثَّوري، أنَّه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ) الهمداني (عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ) بضم العين وفتح الموحدة (ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ) بن عتبة بن مسعود، أنَّه (قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ) ♦: (لَدَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلعم ) بدالين مهملتين؛ أي: جعلنا دواءً في أَحَدِ جانبي فمه صلعم بغير اختياره (فِي مَرَضِهِ) الَّذي توفِّي فيه (وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: لاَ تَلُدُّونِي) بضم اللام، وقيل: بالكسر (قَالَ: فَقُلْنَا) نهيه صلعم هذا ليس للإيجاب بل (كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ بِالدَّوَاءِ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <كراهة> وهي بالرفع؛ أي: بل هو كراهيَة، ويروى: <للدواء> باللام بدل الموحدة.
          (فَلَمَّا أَفَاقَ) صلعم (قَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشْمِيْهَني: <ألم أنهكن> بنون جمع الإناث بدل ميم جمع الذكور (أَنْ تَلُدُّونِي قَالَ: قُلْنَا: كَرَاهِيَةٌ) بالنصب والرفع منونًا (لِلدَّوَاءِ) وفي رواية الكُشْمِيْهَني: <كراهية المريض للدَّواء>.
          (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم : لاَ يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ) من الرِّجال والنِّساء (إِلاَّ لُدَّ) بضم اللام وتشديد الدال المهملة على البناء للمفعول (وَأَنَا أَنْظُرُ) جملة حالية؛ أي: لُدَّ بحضوري وحال نظري إليه (إِلاَّ الْعَبَّاسَ) ☺ استثناء من أحد (فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ) أي: لم يكن حاضرًا وَقْفتَ اللُّدَّ فلا قِصاص عليه، قد يتمسَّك به من قال: إنَّه فعله قصاصًا لا تأديبًا. قيل: هذا الحديث / لا يناسب التَّرجمة؛ لأنَّه غيرُ ظاهرٍ في القصاص؛ لاحتمال أن يكون عقوبة لهم حيث خالفوا أمره صلعم .
          وقال شارح التَّراجم: أمَّا القصاص من اللَّطمة والدِّرَّة والأسواط فليس من التَّرجمة؛ لأنَّه من شخصٍ واحد، وقد يجاب عنه بأنَّه إذا كان القَوَدُ يُؤْخَذُ من هذه الأمور المحقرات فكيف لا يُقاد من الجَمْعِ من الأمور العظائم كالقتل والقطع وأشباه ذلك؟
          وقد مضى هذا الحديثُ آنفًا في باب القصاص بين الرجال والنساء [خ¦6886].