إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني أراك تحب الغنم والبادية

          7548- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) بن أبي أويسٍ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مَالِكٌ) الإمام ابن أنسٍ الأصبحيُّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ) عبد الله (أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ ☺ قَالَ لَهُ) لعبد الله بن عبد الرحمن: (إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَ) تحبُّ (البَادِيَةَ) الصَّحراء؛ لأجل رعي الغنم (فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ) في غير باديةٍ (أَوْ) في (بَادِيَتِكَ) من غير غنمٍ، أو معها، وهو شكٌّ(1) من الرَّاوي (فَأَذَّنْتَ لِلصَّلَاةِ؛ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ) بالأذان (فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى) بفتح الميم والدَّال المهملة مقصورًا، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”نداء“ (صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ) من الحيوان والجماد بأن يخلق الله تعالى له إدراكًا (إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ) الخدريُّ ☺ : (سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم ) أي: قوله: «فإنَّه لا يسمع...» إلى آخره، فذِكْر البادية والغنم موقوفٌ، قال في «الفتح»: مراد المؤلِّف هنا: بيان اختلاف الأصوات بالرَّفع والخفض، وقال في «الكواكب»: وجه مناسبته أنَّ رفع الأصوات بالقرآن أحقُّ بالشَّهادة له وأولى.
          وسبق الحديث في «بابِ رفع الصَّوت بالنداء» من «كتاب الصَّلاة» [خ¦609].


[1] في (د): «معها والشَّكُّ».