إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عائشة: في قصة الإفك

          7545- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) هو يحيى بن عبد الله بن بُكيرٍ، بضمِّ الموحَّدة مصغَّرًا، قال(1): (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ يُونُسَ) بن يزيد الأيليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد ابن مسلمٍ الزُّهريِّ أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ) بن العوَّام (وَسَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ) ابن حزنٍ سيِّد التَّابعين (وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ) اللَّيثيُّ (وَعُبَيْدُ اللهِ) بضمِّ العين (بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عتبة بن مسعودٍ، أربعتهم (عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ) ♦ (حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ) الكذب الشَّديد (مَا قَالُوا، وَكُلٌّ) من الأربعة (حَدَّثَنِي) بالإفراد (طَائِفَةً مِنَ الحَدِيثِ) أي: بعضه، فجميعه عن مجموعهم لا أنَّ مجموعه عن كلِّ واحدٍ منهم، فذكرتِ الحديثَ بطوله إلى أن قالت: «فلئن قلت لكم: إنِّي بريئةٌ _والله يعلم أنِّي منه بريئةٌ_ لا تصدِّقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر _والله يعلم أنِّي منه بريئةٌ(2)_ لتصدِّقنِّي بذلك(3)، والله ما أجد لي ولكم مثلًا إلَّا قول أبي يوسف(4): {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}[يوسف:18[خ¦4750] (قَالَتْ: فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللهَ يُبَرِّئُنِي، وَلَكِنْ) ولأبوي الوقت وذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”ولكنِّي“ (وَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللهَ) ╡ (يُنْزِلُ) ولأبي ذرٍّ: ”مُنْزِلٌ“ (فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى) يُقرَأ (وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ) ╡ (فِيَّ) بتشديد الياء (بِأَمْرٍ يُتْلَى) بالأصوات في المحاريب والمحافل وغير ذلك (وَأَنْزَلَ اللهُ ╡: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ}[النور:11] العَشْرَ الآيَاتِ كُلَّهَا) قال ابن حجرٍ: آخر العشر: {وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النور:19]. انتهى. قلت: قد سبق في «تفسير سورة النُّور» [خ¦4750] أنَّها إلى {رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} فليُراجَع، وثبت قوله: ”عصبةٌ منكم“ لأبي ذرٍّ وسقط لغيره، وقد أورد الحديثَ من طرقٍ(5) أخرى المؤلِّف في «خلق أفعال العباد» ثمَّ قال: فبيَّنت عائشة ♦ أن الإنزال من الله، وأنَّ النَّاس يتلونه.


[1] «قال»: مثبتٌ من (ب) و(س).
[2] قوله: «لا تصدِّقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أنِّي منه بريئةٌ» سقط من (ص) و(ع) و(ل).
[3] «بذلك»: مثبتٌ من (ب) و(س).
[4] زيد في (ص) و(ع): «قال».
[5] في (د): «طريق».