إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك

          7488- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مُسَرْهَدٍ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ) بالحاء والصَّاد المهملتين، سلَّامٌ _بتشديد اللَّام_ ابن سُلَيمٍ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ) عمرٌو السَّبيعيُّ (الهَمْدَانِيُّ) بسكون الميم بعدها مهملةٌ (عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ) ☺ أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : يَا فُلَانُ) يريد البراء بن عازبٍ (إِذَا أَوَيْتَ) بالقصر (إِلَى فِرَاشِكَ) أي: مضجعك لتنام (فَقُلِ) بعد أن تنام على شقِّك الأيمن: (اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي) ذاتي (إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي) أي: قصدي (إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي) أي: رددته (إِلَيْكَ) إذ لا قدرة لي ولا تدبيرَ على جلب نفعٍ ولا دفع ضرٍّ، فأمري(1) مفوَّضٌ إليك (وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي) أي: أسندته (إِلَيْكَ) كما يعتمد الإنسان بظهره‼ إلى ما يسنده إليه (رَغْبَةً) في ثوابك (وَرَهْبَةً إِلَيْكَ) خوفًا من عقابك (لَا مَلْجَأَ) بالهمز(2) واللَّام (وَلَا مَنْجَى) بالنُّون من غير همزٍ (مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ) أي: لا ملجأ منك إلى أحدٍ إلَّا إليك، ولا منجى إلَّا إليك (آمَنْتُ) صدَّقت (بِكِتَابِكَ) القرآن (الَّذِي أَنْزَلْتَ) أي: أنزلته على رسولك صلعم ، والإيمان بالقرآن يتضمَّن الإيمان بجميع كتب الله (وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) بحذف ضمير المفعول، أي: الذي أرسلته(3) (فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ فِي)(4) ولأبي ذرٍّ: ”من“ (لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ) الإسلاميَّة، أو الدِّين القويم ملَّة إبراهيم (وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ أَجْرًا) بالجيم السَّاكنة بعد الهمزة، أي: أجرًا عظيمًا فالتَّنكير للتَّعظيم(5)، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”خيرًا“ بالخاء المعجمة بعدها تحتيَّةٌ ساكنةٌ بدل «أجرًا».
          والحديث سبق آخر «الوضوء» [خ¦247] وفي «الدَّعوات» في «باب استحباب النَّوم على الشِّقِّ الأيمن» [خ¦6315].


[1] في (د): «فأمرها».
[2] في (د): «بالهمزة».
[3] «الذي»: ليس في (د) وفي (ص) و(ع) و(ج): «أنزلته»، وكتبه بهامشها: كذا بخطه وصوابه: «أي أرسلته».
[4] زيد في (ص): «ليلتك».
[5] في (ع): «فالشُّكر التَّعظيم» وهو تحريفٌ.