التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا إن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم

          6163- قوله: (حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ): هذا هو الوليد بن مسلم، أبو العَبَّاس الحافظُ، عالمُ أهل الشام، و(الأَوْزَاعِيُّ): أبو عَمرو عبد الرَّحْمَن بن عَمرو، شيخُ الإسلام، تقدَّما، وكذا (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب، و(أَبُو سَلَمَةَ): هو ابن عبد الرَّحْمَن بن عوفٍ الزُّهْرِيُّ، عبد الله، وقيل: إسماعيل، أحدُ الفقهاء السبعة على قول الأكثر، (وَالضَّحَّاكِ): هو مجرورٌ معطوف على (أبي سلمة)، وهذا ظاهِرٌ، قال الدِّمْيَاطيُّ: (الضَّحَّاك بن شَراحيلَ، ويُقال: ابن شُرَحْبيل، الهَمْدانيُّ المِشْرَقيُّ، ومِشْرق: بطنٌ مِن هَمْدان، وهو مِشْرق بن زيد بن جشمَ، اتَّفقا عليه)، انتهى، والمِشْرَقيُّ: بكسر الميم، وإسكان الشين المُعْجَمَة، وفتح الراء، وبالقاف، قال أبو أحمد العسكريُّ: (مَن فتح الميم؛ فقد صحَّف)، انتهى، وكذا قَيَّدهُ غيرُ واحد مِنَ الحُفَّاظ، وقال في «المطالع» بعد أن ضبطه وذكر كلام العسكريِّ: (وقيَّدناه عن أبي بحرٍ بفتح الميم، وكسر الراء، وكذا قَيَّدهُ الدَّارَقُطْنيُّ وابن ماكُولا)، انتهى، وقد راجعتُ كلام ابن ماكولا في «إكماله»، فرأيتُه ذكره كما قاله في «المطالع»، لكن عبارته: (أمَّا المَشْرِقِيُّ؛ بكسر الراء والقاف؛ فهو الضَّحَّاك المَشْرِقيُّ...) إلى آخر كلامه، وهذا قريبٌ؛ لأنَّها لا تُكسَر الراء إلَّا إذا فُتِحَت الميمُ، ولم يكن عندي «مؤتلف الدَّارَقُطْنيِّ»، و(أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه سعد بن مالك بن سِنان الخُدْريُّ، تَقَدَّمَ مترجمًا [خ¦19].
          قوله: (يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قِسْمًا): (يَقسِمُ)؛ بفتح أوَّله: ثُلاثيٌّ، و(قِسْمًا): في أصلنا بكسر القاف بالقلم، وصُحِّح عليه، وفي الحاشية: (قَسْمًا)؛ بفتح القاف بالقلم، وعزاه لنسخة الدِّمْيَاطيِّ، والذي في نسخة الدِّمْيَاطيِّ هو الذي أحفظُه، وهو ظاهِرٌ؛ لأنَّه تمييز الأنصباء، وهو مصدرُ قسمتُ الشيء قَسْمًا، وأمَّا بكسر القاف؛ فهو الحظُّ والنصيب، والله أعلم.
          قوله: (فَقَالَ لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ _رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ_: يَا رَسُولَ اللهِ؛ اعْدِلْ): (ذو الخُويصرة) هذا: قُتِل في الخوارج يوم النهروان، يُقال له: حُرْقُوص بن زُهير، وهذا هو المشهور، وتَقَدَّمَ أنَّ في هذا «الصحيح» في (باب مَن ترك قتال الخوارج للتألُّف(1)) في (كتاب استتابة المرتدِّين) ما لفظه: (جاء عبدُ الله بن ذي الخُوَيْصرةِ التَّميميُّ، فقالَ: اعْدِلْ) [خ¦6933]، قال الذَّهَبيُّ في «تجريده»: (عبد الله بن ذي الخُويصرة التميميُّ الذي قال: «اعدل»؛ كذا سمَّاه في بعض طرق «البُخاريِّ»، وهو ذو الخُويصرة، تَقَدَّمَ)؛ يعني: أنَّه غلط، وأنَّ الصواب: أنَّ والده القائلُ، وقد قَدَّمْتُ ذلك معَ احتمال أنَّ كلًّا منهما قال ذلك؛ ذو الخويصرة، وابنُه عبد الله، والله أعلم [خ¦3138] [خ¦3610].
          قوله: (فَقَالَ عُمَرُ ☺: ائْذَنْ لِي فَلأَضْرِبَْ عُنُقَهُ): تَقَدَّمَ في هذا «الصحيح» أنَّ خالدًا سأل ذلك [خ¦4351]، والظاهرُ أنَّهما سألا ذلك، والله أعلم.
          قوله: (فَلأَضْرِبَْ عُنُقَهُ): هو بالنصب والجزم، وإعرابُهما ظاهرٌ، وكذا هو في أصلنا بهما.
          قوله: (يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ) أي: طاعةِ الإمام.
          قوله: (يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ): (يُنظَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وكذا الثانية، وكذا الثالثة، وكذا الرابعة.
          قوله: (إِلَى رِصَافِهِ): تَقَدَّمَ أنَّه بكسر الراء، وبالصاد المُهْمَلَة المُخَفَّفة، وبعد الألف فاء، ثُمَّ هاء الضمير، وتَقَدَّمَ ما هو [خ¦3610]، قال الدِّمْيَاطيُّ هنا: (الرِّصافُ: عَقَبٌ يُلوى على مدخل النَّصل فيه)، انتهى.
          قوله: (إِلَى نَضِيِّهِ): هو بفتح النون، وكسر الضاد المُعْجَمَة، ثُمَّ مُثَنَّاة تحت مُشَدَّدة، ثُمَّ هاء الضمير، تَقَدَّمَ ما هو وضبطُه [خ¦3610]، وقال الدِّمْيَاطيُّ هنا: (والنَّضِيُّ: ما بين الريش والنَّصل، سُمِّيَ بذلك؛ لكثرة البَرْيِ والنَّحْت).
          قوله: (إِلَى قُذَذِهِ): هو بضَمِّ القاف، وبذالَين معجمَتَين؛ الأولى مفتوحة، ثُمَّ هاء الضمير، وقد تَقَدَّمَ ضبطه وما هو [خ¦3610]، وقال الدِّمْيَاطيُّ هنا: (والقُذَذُ: ريش السهم، والفُوقُ: موضع الوَتَر، والقِدْحُ: الخشبُ وحدَه، والسَّهمُ: اسم لجميع ذلك)، انتهى.
          قوله: (سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ): (الفرثُ): معروفٌ، وقد تَقَدَّمَ أيضًا [خ¦3610]، وكذا تَقَدَّمَ (آيَتُهُمْ)؛ أي: علامتُهم، و(الْبَضْعَةُ)؛ بفتح المُوَحَّدة، وإسكان الضاد المُعْجَمَة: القطعةُ، و(تَدَرْدَرُ): تَدحْرَجُ وتَذهبُ بعضُها في بعض، وهذا (الرَّجُلُ): هو ذو الثُّدَيَّة، وفي «أبي داود»: (أنَّ اسمه نافعٌ)، وفي «صحاح الجوهريِّ»: (أنَّه ثُرْمُلَةُ)، وقد تَقَدَّمَ [خ¦3610]، ويأتي أيضًا [خ¦6933]، وتَقَدَّمَ ما قاله صاحب «مرآة الزمان» سبطُ ابن الجوزيِّ.
          قوله: (قالَ أَبُو سَعِيدٍ): هو سعد بن مالك بن سِنان، راوي الحديث، تَقَدَّمَ.
          قوله: (فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى): (التُمِسَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وكذا (فَأُتِيَ بِهِ): مَبْنيٌّ أيضًا لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ.


[1] في (أ): (للتأليف)، والمثبت موافق لما في «البخاريِّ».