التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب إذا تثاوب فليضع يده على فيه

          قوله: (بَابُ إِذَا تَثَاءَبَ): تَقَدَّمَ الكلام على (تثاءب) قريبًا [خ¦78/125-9261]، ووضع اليد على الفم: إن شاء؛ وضع باطنها، وإن شاء؛ ظاهرَها، والباطن أمكنُ، وقد سألني شخصٌ في قطنا عَنِ النَّبيِّ صلعم كان إذا تثاءب؛ يضع يده على فِيه بباطنها أو بظاهرها؟ فأجبتُه: بأنَّه ◙ / كان لا يتثاءب؛ لأنَّ التثاؤُبَ مِنَ الشيطان.
          قال شيخنا الشارحُ في كتاب «الخصائص» فيما قرأتُه عليه قال: (ومِنَ الفوائد الجليلة: أنَّه ◙ كان لا يتثاءب، أخرجه البُخاريُّ في «تاريخه الكبير» مرسلًا، وأخرجه في كتاب «الأدب» تعليقًا، وقال مسلمة بن عبد الملك: «ما تثاءب نبيٌّ قطُّ»، وإنَّها مِن علامة النبوَّة)، انتهى، ونحوُه في شرح هذا الكتابِ، وفي الحديث ما يشير إلى ذلك، وذلك أنَّه ◙ قال: «وأمَّا التثاؤب؛ فإنَّما هو مِنَ الشيطان».
          فائدةٌ ثانيةٌ: قال شيخنا في «الخصائص»: (وقيل: كان لا يتمطَّى أيضًا؛ لأنَّه مِن عمل الشيطان، ذكره ابن سبع في «الشفا»)، انتهى، والمراد بـ(كتاب الأدب): «الأدبُ المفرَد»، والله أعلم.