التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب التكني بأبي تراب وإن كانت له كنية أخرى

          قوله: (بَابُ التَّكَنِّي بِأَبِي تُرَابٍ وَإِنْ كَانَتْ لَهُ كُنْيَةٌ أُخْرَى): في هذا أنَّ (أبا تراب) كنيةٌ؛ لأنَّ الكُنيةَ عند النُّحاة: ما صُدِّر بأبٍ أو أمٍّ، وهذا مُصَدَّر بأبٍ، وقد قال أبو عمرو ابنُ الصلاح في «علومه» في (النوع الموفي خمسين) ما لفظه: (الضَّربُ الثالثُ: الذين لُقِّبوا بالكُنى، [ولهم غير ذلك كنًى وأسماءٌ]؛ مثاله: عليُّ بن أبي طالب يُلَقَّب بأبي تراب، ويكنى أبا الحسن، وأبو الزِّنَاد، وأبو الرِّجَال لقبٌ لُقِّبَ به؛ لأنَّه كان له عشرة أولادٍ كلُّهم رِجَالٌ، وأبو تُمَيلة لقبٌ، وأبو الآذان لُقِّبَ به، وأبو الشيخ الأصبهانيُّ عبد الله بن مُحَمَّد الحافظ كنيته أبو مُحَمَّد، وأبو الشيخ لقبٌ، وأبو حَازم العَبْدَُويُّ، وأبو حازم لقبٌ) انتهى، وذكر لكلِّ مَن ذكرته كُنيةً(1)، وقد ذكر المِزِّيُّ في «تهذيبه» مَن لُقِّب بكُنيةٍ، فذكر جماعةً.


[1] زيد في (أ) مستدركًا: (انتهى)، ولعلَّه سبق قلمٍ.