التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: يبل الرحم ببلالها

          قوله: (بَابٌ يَبُلُّ الرَّحِمَ بِبَلَالِهَا): (يَبُلُّ): مَبْنيٌّ للفاعل، و(الرَّحِمَ): مَنْصُوبٌ، ومَبْنيٌّ للمفعول، و(الرَّحِمُ): مَرْفُوعٌ نائبٌ مَنابَ الفاعل، قال ابن قُرقُول: («بِبِلَالِهَا»: بكسر الباء، ورُوِّيناه بفتحها، مِن بَلَّه يَبُلُّه، قال الحربيُّ: لا تَبُلُّه بالَةٌ وبَلالٌ؛ بالفتح، وما في السِّقاء بِلَّةٌ وبِلالٌ، والبِلالُ: الماءُ، قال البُخاريُّ: «وبِلالُها أصحُّ؛ يعني: بكسر المُوَحَّدة، وبَلالها(1) لا أعرفُ له وجهًا» [خ¦5990]؛ يعني: بالفتح، وسقط كلام البُخاريِّ من كتاب الأصيليِّ، وكذلك لفظ الشكِّ، وليس عنده غير (بِلالها)، وما قاله البُخاريُّ صحيحٌ؛ ومعنى الحديث: سأصِلُها، شُبِّهَت قطيعتُها بالحرارة تُطفَأ بالبرد والماء، وتندَّى بالصِّلَة، ومنه: «بُلُّوا أرحامَكُم»؛ أي: صِلُوها)، انتهى، وفي «النهاية»: («البِلالُ»: جمعُ «بَلَل»، وقيل: هو كلُّ ما بلَّ الحَلْقَ مِن ماءٍ أو لبنٍ أو غيرِه)، انتهى، وفي «الصحاح»: (ويقال أيضًا: ما في سِقائك بِلالٌ _ يعني: بكسر الباء_؛ أي: ماءٌ، وكلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْقُ مِن ماءٍ أو لبنٍ؛ فهو بِلالٌ، ومنه قوله: «انْضَحُوا الرَّحِمَ ببلالِها»؛ أي: صِلوها بصِلَتِها وندُّوها)، انتهى.


[1] كذا في (أ)؛ تبعًا لما في (ق)، وصوابه: (بلاها).