التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب مَن أثنى على أخيه بما يعلم

          قوله: (مَنْ أَثْنَى عَلَى أَخِيهِ بِمَا يَعْلَمُ): ذكر ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: (بيَّن بهذه الترجمة وبما اشتملتْ عليه أنَّ الحديث الأوَّلَ _وهو قوله: «قطعتُم ظهرَ الرَّجلِ»_ إنَّما كان لأنَّه جازفوا في الثناء، أو لأنَّ المَمْدُوح كان ممَّن يَفتتنُ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم ههنا أثنى على أبي بكرٍ ☺ بسلامته مِنَ الخُيَلاء؛ لأنَّه عَلِم منه ذلك، وأبو بكرٍ لا يَفتتنُ، وما لأحدٍ بعد النَّبيِّ صلعم الجزمُ).
          قوله: (وَقَالَ سَعْدٌ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ: «إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ): تَقَدَّمَ أنَّ سعدًا ما سمع، وهو سعد بن أبي وقَّاص أحدُ العشرة، ولم يسمع ذلك إلَّا في عبد الله بن سلَام، وقد سمع غيرُ سعدٍ ذلك في غيرِه، فروى سعيدُ بن زيد أحدُ العشرة قال: (سمعتُ رسول الله صلعم يقول: «أبو بكر في الجنَّة، وعمرُ في الجنَّة، وعثمانُ في الجنَّة، وعليٌّ في الجنَّة...»، حتَّى عدَّ تسعةً، وسكتَ عَنِ العاشر، قالوا: مَنِ العاشرُ؟ قال: سعيدُ بن زيد؛ يعني: نفسَه)، رواه أبو داود، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، قال التِّرْمِذيُّ: (حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)، وقد قال ◙ ذلك في غير هؤلاء؛ مثل: ثابت بن قيس بن شمَّاس، وقد ذكرتُ ذلك بأطولَ مِن هذا، والغرضُ أن أُبيِّنَ أنَّ سعدًا ما سمع، وأنَّ غيرَه سمع، وقد قدَّمتُه في (مناقب عبد الله بن سلَام) [خ¦3812].
          قوله: (إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بتخفيف اللام، وقد قَدَّمْتُ بعض ترجمته، وما كان اسمه قبل قدومِه ◙ المدينةَ، في (مناقبه) [خ¦63/19-5708].