التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب المداراة مع الناس

          قوله: (بَابُ الْمُدَارَاةِ مَعَ النَّاسِ): (المُداراةُ): قال الجوهريُّ في (المعتلِّ): (ومُداراةُ النَّاس: تُهمَز ولا تُهمَز، وهي المداجاة والملاينة)، وقد ذكره في (المهموز) أيضًا فقال: (وأمَّا المدارأة في حُسْن الخُلُق والمعاشرة؛ قال الأحمر فيه: إنَّه يُهمَز ولا يُهمَز، يقال: دارأتُه(1) وداريتُه؛ إذا اتَّقَيْتَهُ ولَايَنْتَه)، ولفظ «القاموس» في (المهموز): (ودارأْتُه: داريتُه، ودافعتُه، ولاينتُه)، انتهى، فذكره في المهموز وعدمه، ولم يكن عندي (المعتلُّ) منه، وكذا ذكره غيرُهما أنَّه بالهمز وعدمه.
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ): (يُذكَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وهذه صيغة تمريضٍ، وكأنَّه لم يصحَّ عنده على شرطه، و(أبو الدرداء): تَقَدَّمَ أنَّه عُويمر بن مالك، وقيل: ابن عامر، وقيل: ابن ثَعْلَبة، وقيل غيرُ ذلك، تأخَّر إسلامه، أسلم عَقيب بدرٍ، وتَقَدَّمَ بعض ترجمته ☺ [خ¦4/16-266].
          قوله: (إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ): هو بفتح النون، ثُمَّ كاف ساكنة، ثُمَّ شين مُعْجَمة مكسورة، ثُمَّ راء، قال الدِّمْيَاطيُّ: (الكَشْر: ظهور الأسنان للضَّحِك، وكاشَرَه؛ إذا ضَحِك في وجهه، وانبسط إليه)، انتهى، وفي «الصحاح»: (كَشَرَ البعيرُ عن نابه؛ أي: كشف عنها، ابنُ السِّكِّيت: الكَشْر: التبسُّم، يُقال: كَشَر الرجلُ، وانْكَلَّ، وافْتَرَّ، وابتسم؛ كلُّ ذلك تبدو منه الأسنانُ)، انتهى، والاسم: الكِشْرَة؛ كـ(العِشْرَة)، ولم يذكر في مثله النَّوَويُّ إلَّا التخفيفَ، وفي «المطالع»: («حتَّى كشَّر»: التكشيرُ: هو انكشاف الأسنان عند الضحك أوِ التبسُّم، وقد يُستعمَل في غير الضحك، يقال: كشَر الكلبُ عَن نابه؛ إذا أبداه ورفع شفتَيه عند غضبه واكفهراره)، انتهى. /


[1] في (أ): (درأته)، والمثبت من مصدره.