التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب رفع البصر إلى السماء

          قوله: (بَابُ رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ): فيما ذكره الإمام البُخاريُّ ⌂ ردٌّ لقول مَن قال: لا ينبغي النظر إلى السماء تخشُّعًا وتذلُّلًا، وهو بعضُ الزُّهَّاد، وذكر الطَّبَريُّ عن إبراهيم التيميِّ: أنَّه كره أن يُرفَع البصرُ إلى السماء في الدُّعاء، انتهى، ورُويَ عَن عطاء السُّلَميِّ أنَّه مكث أربعين سنةً لا ينظر إلى السماء، فحانت منه نظرةٌ، فخرَّ مغشيًّا عليه، فأصابه فتقٌ في بطنه، وسيأتي في (الدعاء): أنَّ شريحًا وآخرين كرهوا رفعَ البصر إلى السماء في الدُّعاء، وجوَّزه الأكثرون، قالوا: لأنَّ السماءَ قِبلةُ الدُّعاء؛ كما أنَّ الكعبةَ قِبلةُ الصلاة، فلا يُكرَه رفعُ الأبصار إليها، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ): أمَّا (أيُّوبُ)؛ فهو ابن أبي تميمة السَّخْتيَانيُّ، أحدُ الأعلام، وأمَّا (ابنُ أبي مُلَيْكَةَ)؛ فهو عبد الله بنُ عبيد الله بنِ أبي مُلَيْكَة زُهيرٍ، وقد تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ زُهيرًا صَحَابيٌّ ☺.