التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: ما يدعى الناس بآبائهم

          قوله: (بَابُ مَا يُدْعَى النَّاسُ بِآبَائِهِمْ): هذا التبويب هو معنى الحديث الذي في «أبي داود»: «إنَّكم تُدعَون يومَ القيامةِ بأسمائكم وأسماءِ آبائكم...»؛ الحديثَ، رواه أبو داود مِن حديث أبي الدرداء، قال الشيخ محيي الدين النَّوَويُّ: (بإسنادٍ جيِّد)، قال البيهقيُّ: (مرسلٌ)، وفي هذا التبويبُ ردٌّ لقول مَن قال: (إنَّه لا يُدعى الناسُ يومَ القيامة إلَّا بأمَّهاتهم؛ لأنَّ فيه سترًا على آبائهم)، وقد ذكر ابن الجوزيِّ في «موضوعاته» فيه حديثًا مِن حديث أنس ☺: قال رسولُ الله صلعم: «يُدْعَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ؛ سَتْرًا مِنَ اللهِ ╡ عَلَيْهِمْ»، قال أبو الفرج ابنُ الجوزيِّ: (هذا حديثٌ لا يصحُّ، والمتَّهَم به إسحاق، _ يعني: ابنَ إبراهيم المذكور في سنده_ قال ابن عَدِيٍّ: «منكر الحديث، ومِن حديثه...»؛ فذكر هذا الحديثَ، وقال ابن حِبَّانَ: «يأتي عَنِ الثِّقات بالأشياء الموضوعات، لا يحلُّ كتب حديثه إلَّا على سبيل التعجُّب») انتهى، والحديث الذي ذكره ابن الجوزيِّ في «موضوعاته» ذكره الذَّهَبيُّ في «ميزانه» في ترجمة إسحاق بن إبراهيم الطَّبَريِّ، كان بصنعاء، قال الذَّهَبيُّ: (هذا منكرٌ)، انتهى.
          وصريحُ كلام شيخنا أنَّهم يُدعَون بآبائهم المنسوبين إليهم في الحياة الدُّنيا، لا إلى آبائهم في نفس الأمر، والله أعلم.