-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
أبواب صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
كتاب جزاء الصيد
-
أبواب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
باب ذكر النبي من يقتل ببدر
-
باب قصة غزوة بدر
-
باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}
-
باب في فضل من شهد بدرًا
-
باب عدة أصحاب بدر
-
باب دعاء النبي على كفار قريش
-
باب قتل أبي جهل
-
باب فضل من شهد بدرًا
-
باب في تفاصيل غزوة بدر
-
باب شهود الملائكة بدرًا
-
باب ببيان من شهد بدرًا
-
باب تسمية من سمي من أهل بدر
-
باب حديث بنى النضير
-
باب قتل كعب بن الأشرف
-
باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق
-
باب غزوة أحد
-
باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
-
باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
-
باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}
-
باب: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفةً منكم}
-
باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}
-
باب ذكر أم سليط
- باب قتل حمزة
-
باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد
-
باب
-
باب: {الذين استجابوا لله والرسول}
-
باب من قتل من المسلمين يوم أحد
-
باب: أحد يحبنا
-
باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
-
باب غزوة الخندق
-
باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم
-
باب غزوة ذات الرقاع
-
باب غزوة بني المصطلق من خزاعة
-
باب غزوة أنمار
-
باب حديث الإفك
-
باب غزوة الحديبية
-
باب قصة عكل وعرينة
-
باب غزوة ذات القرد
-
باب غزوة خيبر
-
باب استعمال النبي على أهل خيبر
-
باب معاملة النبي أهل خيبر
-
باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر
-
باب غزوة زيد بن حارثة
-
باب عمرة القضاء
-
باب غزوة مؤتة من أرض الشام
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
-
باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة
-
باب غزوة الفتح في رمضان
-
باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح
-
باب دخول النبي من أعلى مكة
-
باب منزل النبي يوم الفتح
-
باب في نزول سورة النصر، وما قاله النبي يوم الفتح
-
باب مقام النبي بمكة زمن الفتح
-
باب من شهد الفتح
-
باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}
-
باب غزاة أوطاس
-
باب غزوة الطائف
-
باب السرية التي قبل نجد
-
باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة
-
سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي
-
باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
باب غزوة ذي الخلصة
-
باب غزوة ذات السلاسل
-
باب ذهاب جرير إلى اليمن
-
باب غزوة سيف البحر
-
حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
-
باب وفد بني تميم
-
باب مناقب بني تميم
-
باب وفد عبد القيس
-
باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال
-
قصة الأسود العنسي
-
قصة أهل نجران
-
باب قصة عمان والبحرين
-
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
-
قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
-
باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم
-
باب حجة الوداع
-
باب غزوة تبوك
-
حديث كعب بن مالك
-
باب نزول النبي الحجر
-
باب في تتمة أحداث تبوك
-
باب كتاب النبي إلى كسرى وقيصر
-
باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته
-
باب آخر ما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب آخر أحواله صلى الله عليه وسلم
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه
-
باب من وصل المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
-
باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
4072- قوله: (حَدَّثَنَا(1) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ): هذا أبو جعفر محمَّد بن عبد الله بن المبارك القرشيُّ المخرِّميُّ البغداديُّ الحافظ، قاضي حُلوان، عن أبي معاوية، ويحيى بن سعيد القطَّان، وحُجين بن المثنَّى، وابن مهديٍّ، وخلقٍ كثير، وعنه: البُخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وإبراهيم الحربيُّ، وابن أبي الدنيا، وابن خزيمة، وآخرون، قال الباغنديُّ: (كان حافظًا متقنًا)، وقال أبو حاتم والنَّسائيُّ: (ثقة)، وقال الدارقطني: (كان ثقة حافظًا)، مات سنة ░254هـ▒، أخرج له البُخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، والمُخَرِّمي _بضمِّ الميم_، وفتح الخاء المعجمة، ثُمَّ راء مكسورة مشدَّدة، ثُمَّ ميم، ثُمَّ ياء النسبة إلى المخرِّم، وهي محلَّة ببغداد.
قوله: (عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ): هو بتقديم المثنَّاة تحت، وتخفيف السين المهملة.
قوله: (مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ): تَقَدَّم أنَّ (الخِيار) بكسر الخاء المعجمة، وتخفيف المثنَّاة تحت؛ كالخيار الذي يؤكَل [خ¦695]، وهو عبيد(2) الله بن عديِّ بن الخيار بن عديِّ بن نوفل ابن عبد مناف، وُلِد في حياة النَّبيِّ صلعم، وأرسل عنه، وروى عن عمر، وعثمان، وعليٍّ، والمقداد، وابن عبَّاس، ووحشيِّ بن حرب، وغيرهم، وعنه: عطاء بن يزيد اللَّيْثيُّ، وعروة بن الزُّبَير، وجعفر ابن عمرو بن أميَّة، وجماعة، وكان ثقة، مات في خلافة الوليد بن عبد الملك، وكان من علماء قريش وأشرافهم، أخرج له البُخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ.
قوله: (حِمْصَ): تَقَدَّم الكلام عليها في أوَّل هذا التعليق، وأنَّه جاء في حديث ضعيف (أنَّها من مدن الجنَّة)، وذكرتُ الحديث الآخر الذي ورد فيها، ولا تنصرف للعجمة، والعلمية، والتأنيث، ذكر الثعلبيُّ في «العرائس» في (فضل الشام): (أنَّه نزل حمص تسع مئة رجل من الصَّحابة ♥) [خ¦7].
قوله: (هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ): هو وحشيُّ بن حرب، كنيته أبو دَسَمَة، وقيل: أبو حرب، وهو من سودان مكَّة، ويقال له: الحبشيُّ، وهو مولى طُعيمة بن عديٍّ، وقيل: مولى جبير بن مطعم بن نوفل ابن عبد مناف، وسيأتي قريبًا في الحديث نفسه: (فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ)، وقيل: كان لابنة الحارث بن نوفل بن عبد مناف، وهو الذي قتل حمزة يوم أُحُد، وشارك في قتل مسيلِمة يوم اليمامة، كما سأذكره، صحابيٌّ ترجمته معروفة، روى عنه ◙ أربعةَ أحاديث، وقيل: ثمانية، روى له البُخاريُّ حديثًا منها في قتل حمزة، وهو هذا الحديث، وأخرج له مع البُخاريِّ أبو داود، وابن ماجه، وأحمد ابن حنبل في «المسند»، روى عنه ابنه حرب، وعبيد(3) الله بن عديِّ بن الخيار، وجعفر بن عمرو بن أميَّة، وقيل: سكن دمشق، والصحيح أنَّه سكن حمص.
قوله: (كَأَنَّهُ حَمِيتٌ) الحَمِيت _بفتح الحاء المهملة، وكسر الميم، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ مثنَّاة فوق_: زِقُّ السَّمن خاصَّةً، يُشبَّه به الرجلُ السَّمين الدسم، قاله ابن قُرقُول، وفي «النِّهاية»: («فإذا حَمِيتٌ مِن سَمْن»: هو النِّحْيُ، والزِّقُّ الذي يكون فيه السَّمن، أو الرُّب، ونحوها، ومنه حديث وحشيِّ بن حرب: «كأنَّه حَمِيت»؛ أي: زِقٌّ)، انتهى، وفي «القاموس»: (والحميت: المتين من كلِّ شيء، ووعاء السَّمن مُتِّنَ بالرُّبِّ؛ كالتَّحْمُوتِ، والزِّقُّ الصغير، أو الزِّقُّ بلا شَعَر)، وما قاله في «القاموس» شيءٌ لخَّصه من كلام الجوهريِّ، وزاد عليه.
قوله: (وَعُبَيْدُ اللهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ): الاعتجار بالعمامة: هو ليُّها فوق الرأس من غير تحنيك، وحكى الحربيُّ: أنَّه إرخاء طرفي العمامة أمامه، أحدهما عن يمين، والآخر عن شمال، وفي «الصحاح»: (والاعتجار: لفُّ العمامة على الرأس) انتهى، لكنَّ قوله: (لا(4) يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ) ينافي هذا التفسير، والظَّاهر أنَّه ليُّها مع تحنيكها، وجعل بعضِها على وجهه، أو من غير تحنيك مع جعل بعضها على وجهه، فيبقى كما قال: (لا يَرى منه إلَّا عينيه) إذا رفع بعضَها على أعلى فمه وطرف أنفه، والله أعلم.
قوله: (يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ): (أمُّ قِتال) هذه: بكسر القاف، وتخفيف المثنَّاة فوق، وفي آخره لام، قال ابن ماكولا في «إكماله» بعد أن ضبط (قِتال) كما ذكرته: (وأمُّ قِتال [بنت أَسيد بن أبي العيص، وقيل:] بنت أَسيد بن علاج من ثقيف، ولدت لعديٍّ الأكبر بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف عبيدَ الله بن عديٍّ، وأَسيد بن عديٍّ، وعبد الله بن عديٍّ) انتهى.
وقال في (أَسِيد) بفتح الهمزة وكسر السين: (وعتَّاب وخالد ابنا أَسِيد بن أبي العيص بن أميَّة ابن عبد شمس لهما صحبة، وأختهما أمُّ قتال بنت أَسِيد، وهي أمُّ عبيد الله بن عديِّ بن الخيار) انتهى، قال شيخنا: (وفي «السيرة»: أنَّها سعديَّة، وهي قرشيَّة) انتهى، وفي الأصل الذي سمعت فيه على العراقيِّ: (قَـِبال)؛ بفتح القاف، وكسرها بالقلم، وكتب عليه (معًا)، ولفظ الباء بواحدة من تحتها، وكتب تُجاهه في الهامش (أمُّ قَـِتَّال)، فشدَّد المثنَّاة فوق، وفتح القاف وكسرها، وكتب عليها (معًا)، وهذا كلُّه لا أعرفه أنا، وسيأتي كلام «المطالع»، والذي أعرفه أنا كسر القاف، وتخفيف المثنَّاة فوق، كما ضبطها ابن ماكولا وغيره من الحفَّاظ، وفي «المطالع»: («أمُّ قِتَال(5)»؛ كذا للمروزيِّ، ولابن السكن: «قَتَّال»، وللباقين: «قِبَال»(6)) انتهى، و(العِيْص)؛ بكسر العين، وإسكان المثنَّاة تحت، وبالصاد المهملتين، معروف ظاهرٌ.
قوله: (قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيٍّ): وفي نسخة: (ابن الخيار) بعد (عديٍّ)، قال الدِّمياطيُّ: (صوابه: طعيمة بن عديِّ بن نوفل بن عبد مناف، والمطعم والخيار ابنا عديٍّ أخواه، وعديُّ بن الخيار بن عديِّ بن نوفل ابنُ أخيه) انتهى.
وقد قدَّمتُ هذا التنبيه من كلام الدِّمياطيِّ في (غزوة بدر) [خ¦3950]، / وقال أبو الفتح اليعمريُّ: (إنَّ طعيمة قتله حمزة)، قال: (وقيل: بل قتل صبرًا، والأوَّل أشهر)، انتهى، وقد قدَّمتُ هذا أيضًا في (غزوة بدر) [خ¦3950].
قوله: (عَامَ عَيْنَيْنِ، وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ): قوله: (عام عينين)؛ أي: عام أُحُد، وقد قدَّمتُ متى كانت وقعة أُحُد في أوَّل الغزوة [خ¦64/17-5970]، و(عينين): مثل تثنية (عين) في حالة النَّصْب والجر، اسم جبل كما قال في الحديث، ويقال ليوم أُحُد: يوم عينين، وهو الجبلُ الذي أقام عليه الرُّماة يومئذٍ.
وحيال الشيء _بكسر الحاء، وتخفيف المثنَّاة تحت_؛ أي: قُبالَه.
قوله: (خَرَجَ سِبَاعٌ): هو بكسر السين، وتخفيف الموحَّدة وفي آخره عين مهملتين؛ ابن أم أنمار، كما في الحديث.
قوله: (مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ): هو بتشديد الطاء المكسورة، وبالعين المهملة، اسم فاعِل، و(البُظور): بضمِّ الموحَّدة، والظاء المعجمة؛ جمع: بظر، وهو معروفٌ، وأمُّ أنمار كانت تخفض النساء بمكَّة، وقال له حمزة ذلك يُعيِّره به، قال بعضهم: (وبعضهم يقول: «مقطَّعة» بفتح الطاء، وهو خطأ)، انتهى، ولا شك أنَّه خطأ، قال ابن إسحاق في «السيرة» كما ذكره عنه ابن هشام: (وكانت أمُّه أمُّ أنمار مولاةَ شَرِيق ابن عَمرو بن وهب الثَّقَفيِّ، وكانت ختَّانة)، انتهى، وفي «الاستيعاب» في النساء: (قيلة الخزاعيَّة، وهي أم سباع بن عبد العزَّى...) إلى أن قال: (من خزاعة، ومن حلفاء بني زهرة، فيها وفي التي قبلها نظرٌ)، انتهى، قال الذَّهبيُّ: (وقيلة الخزاعيَّة أمُّ سباع، لها ذكر)، انتهى.
قوله: (فِي ثُنَّتِهِ): (الثُّنَّة): بضمِّ الثاء المُثلَّثة، وتشديد النون، ثُمَّ مثنَّاة فوق؛ ما بين السرَّة والعانة.
قوله: (فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ): (العهدَ): منصوب خبر (كان).
قوله: (فَشَا فِيهَا الإِسْلَامُ): (فشا)؛ أي: ظهر، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (رَسُولًا): وفي نسخة: (رسلًا...) إلى أن قال: (فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ): اعلم أنَّه ◙ لمَّا انصرف من الطائف عن ثقيف في سنة ثمان؛ اتَّبع أثره عروة بن مسعود حتَّى أدركه قبل أن يُقبِلَ إلى المدينة، فأسلمَ، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، وقصَّته معهم معروفة مشهورة عند أرباب المغازي والسير، وأنَّهم رمَوه بالنَبْل من كل وجه، فأصابه سهمٌ فقتله، فيزعم بنو مالك أنَّه قتله رجل منهم يقال له: أوس بن عوف أخو بني سالم بن مالك.
وسيأتي أنَّ أوسًا هذا قدم مع الوفد السِّتَّة، وقد أسلم ☺، ويزعم الأحلاف أنَّه قتله رجل منهم من بني عتَّاب بن مالك يقال له: وهب بن جابر، ثُمَّ أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرًا، ثُمَّ ائتمروا بينهم، فأجمعوا أن يرسلوا رجلًا كما أرسلوا عروة، فكلَّموا عبد ياليل بن عَمرو بن عُمير، فأبى أن يفعل، وخشي أن يُصنَع(7) به إذا رجع كما صُنع بعُروة، فقال: لست فاعلًا حتَّى ترسلوا معي رجالًا، فأرسلوا معه رجلين من الأحلاف، وثلاثة من بني مالك، فبَعثوا مع عبد ياليل عَمرَو بن وهب بن معتِّب، وشرحبيلَ بن غيلان بن سلمة بن معتِّب، ومن بني مالك عثمانَ بن أبي العاصي بن بشر بن عبد دَهمان أخا بني يسار، وأوسَ بن عوف أخا بني سالم، ونميرَ بنَ خرشةَ بنِ ربيعةَ أخا بني الحارث، فخرج بهم، والظَّاهر أنَّ هؤلاء الذين قدم معهم وحشيٌّ، والله أعلم.
وإن كان (رسولًا) الصحيحَ؛ كما صُحِّح عليه في أصلنا؛ فالظَّاهر أنَّه عروة بن مسعود، ويحتمل أن يريد الرسلَ، ويكون معنى (رسولًا) أي: ذوي رسالةٍ، والله أعلم.
قوله: (لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ): (يَهِيج): بفتح المثنَّاة تحت، وكسر الهاء، ثُمَّ مثنَّاة أخرى، ثُمَّ جيم؛ أي: لا ينالهم منه مكروهٌ، وهاجه يهيجه، وهاج الشيءُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وهاجه: صرفه، وهاج الشيءُ: تحرَّك.
قوله: (آنْتَ وَحْشِيٌّ؟): هو بمدِّ همزة الاستفهام، وكذا (آنْتَ(8) قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟).
قوله: (فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ(9) صلعم): (قُبِض): مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، و(النَّبيُّ): مرفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
قوله: (فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ): هو مسيلِمة بن حبيب _وقيل: ابن ثُمامة_ بن كبير بن حبيب ابن الحارث بن عبد الحارث بن هفان بن ذُهل بن الدؤل بن حنيفة، كنية مسيلِمةَ: أبو ثمامة، ولا عقب له، جمع جموعًا من سفهاء العرب، وقصد قتال الصَّحابة على أثر وفاة رسول الله صلعم، فجهَّز إليه أبو بكر الصِّدِّيق ☺ الجيوش وأميرُهم خالدُ بن الوليد، فكانت الوقعة سنة اثنتي عشرة في ربيع الأوَّل، فظهروا عليه، فقتلوه كافرًا بالله عن مئة وخمسين سنة، قيل: قتله وحشيٌّ كما هنا، وذكروا في ترجمة عبد الله بن زيد بن عاصم أنَّه قتل مسيلِمة بالسيف مشاركًا لوحشيٍّ في رميه بحربته، ويقال: قتله زيد بن الخَطَّاب؛ قاله السُّهيليُّ، وحاصل مَن وقفتُ على أنَّه قتل مسيلِمة: أبو دُجانة سماك بن خرشة، ووحشيُّ بن حرب، وعبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاريُّ المازنيُّ، وعبدُ الله بن سهل _وهذا أيضًا في كلام السُّهيليِّ_ وزيدُ بن الخَطَّاب، وقال شيخنا _فيما يأتي: (وَوَثَبَ إِليهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ)_: (وهذا الأنصاريُّ لم يسمِّه ابن إسحاق، وذكر الواقديُّ في كتاب «الرِّدَّة»: أنَّه عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاريُّ المازنيُّ، وذكر سيف بن عُمر في «الفتوح»: أنَّه عديُّ بن سهل، وذكر فيه شعرًا، وذكر ابن عبد البَرِّ وغيره: أنَّ أبا دُجانةَ شارك فيه، واللهُ أعلمُ أيَّ هؤلاء الثلاثة أراد وحشيٌّ)، انتهى.
وقد ذكر ابن عبد البَرِّ في «الاستيعاب» في ترجمة خِداش بن بشير: (أنَّه قاتل مسيلِمة).
فالحاصل إذن جماعة؛ وهم أبو دُجانةَ، ووحشيُّ بن حرب، وعبد الله بن زيد بن عاصم، وعبد الله ابن سهل، وزيد بن الخَطَّاب، وعديُّ بن سهل، وخِداش بن بشير.
وذكر السُّهيليُّ في (بيعة العقبة) في أوَّلها: أنَّ أمَّ عُمارة نَسِيبة شاركت ابنها عبد الله بن زيد بن عاصم في قتل مسيلِمة، فإذن الجماعة سبعةُ رجالٍ وامرأةٌ واحدة، والله أعلم.
قوله: (لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ): (أكافئُ): مهموز الآخر منصوب جواب الترجِّي، وقوله هذا الكلام إشفاقٌ منه، وذلك لأنَّ الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله.
قوله: (في ثُلْمَةِ جِدَارٍ): (الثُّلْمة)؛ بضمِّ الثاء المُثلَّثة، وإسكان اللام: وهو الموضع المتهدِّم، وثُلمة الإناء: المنكسِر مِن حاشيته. /
قوله: (كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ): الوُرقة في الإبل: لونٌ يَضرب إلى الخُضرة؛ كلون الرمادِ، وقيل: إلى السوادِ.
قوله: (ثَائِرَُ الرَّأْسِ): أي: منتشر الشعر منتفشُه.
قوله: (وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ): تَقَدَّم الكلام في ذلك قريبًا، ومَن شارك في مسيلِمة، وفيهم جماعة من الأنصار، وقدَّمتُ كلام شيخنا في هذا الرجل، وقال ابن شيخنا البلقينيِّ: (إنَّه عبد الله بن زيد بن عاصم المازنيُّ؛ قاله إسحاق بن إبراهيم الحنظليُّ)، قال: (ورواه الحاكم في «المستدرك» في ترجمة عبد الله هذا، وقيل: شاركه عديُّ بن سهل، وقيل: أبو دُجانةَ)، انتهى.
قوله: (عَلَى هَامَتِهِ): هي بتخفيف الميم، والهامة: الرأس، والجمع: هامٌ.
قوله: (قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ): هو المذكور في السند؛ عبد الله بن الفضل بن العبَّاس بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المُطَّلب بن هاشم الهاشميُّ، وثَّقه ابن معين وأبو حاتم، أخرج له الجماعة، وتعليقه هذا لم أره في شيء من الكتب السِّتَّة، ولا عزاه المِزِّيُّ، ولم يخرِّجْه شيخنا.
قوله: (وَا(10) أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ): كان مسيلِمة مع كفره وكذبه مرَّةً يدَّعي النُّبوَّة، ومرَّةً يتسمَّى أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين حقًّا عُمر بن الخَطَّاب، وهو أوَّل مَن تسمَّى به، وفي حياته ◙ عبد الله بن جحش في واقعة خاصَّة، والله أعلم.
[1] كذا في (أ) و(ق) وثمَّة إشارة، وفي «اليونينيَّة»: (حدَّثني).
[2] في (أ): (عبد)، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
[3] في (أ): (عبد).
[4] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (ما).
[5] في (أ): (قبال)، والمثبت من مصدره، و«مشارق الأنوار» ░2/457▒.
[6] في (أ): (قتال)، والمثبت من مصدره، و«مشارق الأنوار» ░2/458▒.
[7] في (أ): (يصبع)، وهو تصحيف.
[8] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (أنت)، وفي (ق): وضع الهمزة والمد معًا.
[9] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (رسول الله).
[10] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة»: (وأمير).