التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من تسوك بسواك غيره

          ░9▒ بَابُ مَنْ تَسَوَّكَ بِسِوَاكِ غَيْرِهِ
          890- ذكر فيه حديثَ عَائِشةَ قالت: ((دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ)).. الحديث.
          وقد ذكره البخاريُّ هنا والخُمُس والمغازي، ومرضه صلعم، وفضل عائشة، وأخرجه فيه مسلمٌ.
          وقولها: (وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ) وفي أخرى للبخاريِّ تأتي في وفاته ◙: ((سواكٌ رَطْبٌ يستنُّ به فأبَّده رسول الله صلعم بصره))، وفي أخرى: ((وفي يدِهِ جَرِيدةٌ رطبةٌ)).
          وقولها: (فَقَضمْتُهُ) رُوي بالصَّاد المهملة والمعجمة، قال صاحب «المطالع»: والإهمال لأكثرهم.
          وادَّعى ابن الجوزيِّ أنَّ الإعجام أصحُّ، وكذا ذكرها ابن الأثير.
          وقال ابن التِّين: ضُبط بالصَّاد المهملة وبالقاف، وبالفاء أيضًا، وكلُّه يصحُّ في المعنى، لأنَّ الفضم _بالفاء_ الكسر، قال: وصوابه القاف والصَّاد المهملة، قال: وكذا رُوِّيناه. قال: وقد يصحُّ بالمعجمة، لأنَّه الأكلُ بأطراف الأسنان، فكأنَّها أخذَته بأطرافِ أسنانِها. وقال ثعلبٌ: قضِمتِ الدَّابَّة شعيرَها _بكسرِ ثانيه_ تقضم.
          وحكى اللَّيثيُّ عن ثابتٍ وابن طلحة: قضَمت، بالفتح ولم أره لغيرهما.
          وفيه من الأحكام: طهارةُ ريقِ ابن آدمَ، وعن النَّخعيِّ: نجاسةُ البصاق، والاستنان بالرَّطب لئلَّا يجرح.
          وقال بعض الفقهاء: إنَّ الأخضر لغير الصَّائم أحسن.
          وإصلاحُ السِّواك وتهيئتُهُ، والاستياك بسواك الغَيْر، والعمل بما يُفهم عند الإشارة والحركات.