التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب فضل من ترك الفواحش

          ░19▒ بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْفَوَاحِشَ
          6806- ذَكَرَ فيه حديثَ أبي هُرَيْرَةَ ☺: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ) الحديثَ.
          6807- وحديثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ☺: (مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ).
          وقد سلَفَا، والمراد بما بِـ (مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ) لسانَه، وبِـ (مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ) فَرْجَه؛ لأنَّ أكثر البلاءِ منهما، فمن سَلِم مِن ضررِهما فقد فازَ وكان له الشَّارعُ كفيلًا بالجنَّة.
          والتوكُّلُ: إظهارُ العَجْزِ والاعتمادُ على غيرِك، فالمعنى أنَّه إذا ضَمِن له ذلك مِن نفْسِه ضَمِنتُ له أنا بالجنَّةَ الَّتي هي عاجِزٌ عن الوصولِ إليها، وكذلك يَتَكَفَّلُ هو لي بما لا طاقةَ لي فيه مِن صِيانةِ فَرْجِه ولِسَانِهِ.
          وقولُه: (لَحْيَيْهِ) هو بفتْحِ اللَّامِ وهو مَنبِتُ اللِّحيةِ مِن الإنسانِ، وضُبِط بِكَسْرِها.
          فائِدَةٌ: البُخَاريُّ رَوَى حديثَ أبي هُرَيْرَةَ عن مُحَمَّد بن سَلَامٍ عن ابن المبارك، وأمَّا الجَيَّانيُّ فذكرَهُ مِن غيرِ نسبٍ إلى سَلَامٍ ثمَّ قال: محمدٌ هذا نَسَبَهُ ابنُ السَّكَنِ والأَصِيليُّ: <ابنُ مُقَاتلٍ> ونَسَبَهُ في نسخةِ أبي الحَسَن: (ابْنُ سَلَامٍ) قال: والأوَّلُ أصوبُ.