التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: إذا أقر بالحد ولم يبين هل للإمام أن يستر عليه؟

          ░27▒ بَابٌ إِذَا أَقَرَّ بِالْحَدِّ وَلَمْ يُبَيِّنْ، هَلْ لِلْإِمَامِ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ؟
          6823- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلعم الصَّلَاةَ قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْه عَلَيَّ فِي كِتَابَ الله، قَالَ: (أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟)، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: (فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ)، أَوْ قَالَ: (حَدَّكَ). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: الرَّجُلُ جَاءَ تَائبًا وَصَلَّى.
          هذا الحديثُ سلفَ الكلامُ عليه في البابِ قبْلَهُ، وقد أخرجه مُسلمٌ أيضًا في التَّوبةِ، ومِن الغريبِ ما ذكرهُ الحافظُ أبو بَكْرٍ أحمدُ بن هَارُونَ البَرْدِيجيُّ في كتابِ «الفَصْل والوقف» حيث قال: فأمَّا حديث همَّامٍ الَّذي رواه عن عَمْرِو بنِ عاصمٍ عنه عن إسحاقَ بن عبد الله عن أنسٍ أنَّ رجلًا أتى رسولَ الله صلعم فقال: يا رسولَ الله إنِّي زنيتُ فأقِمْ عَلَيَّ الحدَّ، ثم أُقيمت الصَّلاةُ فَصَلَّى مع رسولِ الله صلعم فقال له ╕: ((قد كفَّرَ اللهُ عنك بصلاتك)) قال: فهذا عندي حديثٌ مُنكرٌ، هو عندي وَهَمٌ مِن عَمْرو بن عاصمٍ، مع أنَّ همَّامًا كان يحيى بنُ سَعِيدٍ لا يَرضاه، وهو عندي صَدُوقٌ يُكتبُ حديثُه ولا يُحتجُّ به، وأَبَانُ العَطَّارُ أمثَلُ منه، قال: وهذا الحديثُ حدَّثَنا به مُحَمَّدُ بن عبد الملك الواسِطِيُّ عن عَمْرٍو، هذا كلامُه.