عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: عذاب القبر من الغيبة والبول
  
              

          ░88▒ (ص) بابُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْغِيبَةِ وَالْبَوْلِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان عذاب القبر الحاصلِ مِن أجل الغِيبة.
          وكلمةُ (مِن) للتعليل، و(الغِيبَةُ) بكسر الغينِ: أن تَذكُرَ الإنسانَ في غَيبتِه بِسُوءٍ وإن كان فيه، فإذا ذكرتَه بما ليس فيه؛ فهو بَهْتٌ وبُهْتان، و(الغَيْبُ) و(الغَيْبَة) بفتح الغين: كلُّ ما غاب عنِ العيون، سواءٌ كان مُحصَّلًا في القلوب أو غيرَ مُحصَّل، تقول: غاب عنه غَيبًا وغَيبةً.
          قوله: (وَالْبَوْلِ) عطفٌ على ما قبله، والتقدير: وبيانِ عذابِ القبرِ مِن أجلِ البول؛ أي: مِن أجلِ عدمِ استنزاهِه منه؛ كما ورد قولُه صلعم : «استنزِهوا مِنَ البول؛ فإنَّ عامَّة عذابِ القبر منه».
          فَإِنْ قُلْتَ: [عذابُ القبر غيرُ مُقتصِرٍ على الغِيبة والبول، فما وجهُ الاقتصارِ عليهما؟
          قُلْت]
: تخصيصُهما بالذِّكر لتعظيمِ أمرِهما، لا لنفيِ الحكم عمَّا عداهما.