عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله
  
              

          ░80▒ (ص) بابٌ: إِذَا قَالَ الْمُشْرِكُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَر فيه إذا قال المشرك عند موته كلمةَ: لا إله إلَّا الله، ولم يذكر جواب (إذا) ؛ لمكان التفصيل فيه، وهو أنَّهُ لا يخلو إمَّا أن يكون مِن أهل الكتاب أو لا يكون، وعلى التقديرين لا يخلو إمَّا أن يقولَ: (لا إله إلا الله) في حياته قبل معاينة الموت، أو قالها عند موته، وعلى كلِّ التقدير لا ينفعه ذلك عند الموت؛ لقوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}الآية[الأنعام:158]، وينفعه ذلك إذا كان في حياته ولم يكن مِن أهل الكتاب حَتَّى يُحكَم بإسلامه، لقوله صلعم : «أُمِرْتُ أن أقاتلَ الناسَ حَتَّى يقولوا: لا إله إلَّا الله...»؛ الحديث، وإن كان مِن أهل الكتاب؛ فلا ينفعه حَتَّى يتلفَّظ بكلمتَي الشهادة، واشتُرِطَ أيضًا أن يتبرَّأ عن كلِّ دين سوى دين الإسلام، وقيل: إِنَّما ترك الجواب؛ لأنَّه صلعم لمَّا قال لعمِّه أبي طالب: «قل: لا إله إلَّا الله أشهد لك بها»؛ كان محتملًا أن يكون ذلك خاصًّا به؛ لأنَّ غيرَه إن قال بها وقد أيقن بالوفاة؛ لا ينفعه ذلك.