عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول النبي: إنا بك لمحزونون
  
              

          ░43▒ (ص) بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : «إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ».
          (ش) أي: هذا بَابٌ في ذكرِ: قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم .
          لَمْ تقع هذه الترجمةُ ولا التَّعليقُ المذكورُ بعدَها في رواية الحمُّوي، وإِنَّما ذُكِرا في رواية الباقين.
          (ص) وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صلعم : «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ».
          (ش) مطابقته للترجمة مِن حيثُ إنَّ المُصابَ إذا كان محزونًا تدمعُ عينُه، فكأنَّ ابن عمرَ ☻ أخذَه مِن بعضِ معنى الحديث الذي رواه الذي يأتي عقيبَ هذا الباب، ولفظه: «إنَّ الله لا يُعَذِّبُ بدمعِ العين ولا بحزنِ القلب» وذلك لأنَّ عدمَ تعذيب الله بدمعِ العين وحزن القلب يستلزمُ أنَّهما إذا وُجِدا لا يُعذَّب بهما، وباللَّفظ المذكور روى مسلمٌ مِن حديث أنسٍ قال: قال رسولُ الله صلعم : «وُلِدَ لي اللَّيلةَ غلامٌ، فسمَّيته إبراهيم...» الحديث، وفيه: فقالَ صلعم : «تدمعُ العينُ ويحزنُ القلبُ»، ووقع كذلك في حديثٍ رواه ابن ماجه عن أسماءَ بنت يزيدَ قالت: لمَّا تُوُفِّيَ ابنُ رسولِ الله صلعم إبراهيمُ؛ بكى رسولُ الله صلعم ... الحديث، وفيه: «تدمعُ العينُ، ويحزنُ القلبُ»، وكذا وقع في حديثٍ رواه [ابنُ حِبَّان عن أبي هُرَيْرَة قالَ: تُوُفِّي ابنُ رسولِ الله صلعم ... الحديث، وفيه: «القلبُ يحزنُ، والعينُ تدمعُ»، ووقع أيضًا في حديث رواه] الطَّبرانيُّ عن أبي أمامةَ قالَ: جاءَ رجلٌ إلى النَّبِيِّ صلعم حين تُوُفِّي إبراهيمُ... الحديث، وفيه: «يحزنُ القلبُ، وتدمعُ العينُ، ولا نقول ما يسخطُ الرَّبَّ، وإنَّا على إبراهيمَ لَمحزونون»، وأخرج الطبرانيُّ أيضًا عَنِ السائب بن يزيدَ: أنَّ النَّبِيَّ صلعم لمَّا هلك ابنُه طاهرٌ... الحديث، وفيه: «إنَّ العينَ تذرفُ، وإنَّ الدَّمْعَ يغلبُ، وإنَّ القلبَ يحزنُ، ولا نَعصي اللهَ ╡ ».