مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب قول المريض: قوموا عني

          ░17▒ باب قول المريض: قوموا عني
          فيه حديث ابن عباس لما حضر النبي صلعم.. الحديث.
          وسلف في باب: كتابة العلم من كتاب العلم والمغازي، ويأتي في الاعتصام في باب النهي على التحريم إلا بما يعرف إباحته.
          وفيه: أن المريض إذا اشتد به المرض يجوز أن يقول لزوره: قوموا عني ويأمرهم بالخروج؛ ليتفرد بإلطافه ويمرضه من يخف عليه مباشرته له من أهله، ولا يعد ذلك جفاء على الزائرين، بل الجفاء منهم هو طول الجلوس عنده إذا اشتد به المرض، والصواب لهم: تخفيف القعود عنده وترك إحراجه وأذاه.
          (وهلم) هنا قال ابن التين: إنها بمعنى: تعال. قال الخليل: أصلها لم من قولهم: لم الله شعثه أي: جمعه؛ لأنه أراد لم نفسك إلينا؛ أي: قرب، و(ها) للتنبيه، وحذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعلا اسماً واحداً استوي فيه المذكر والمؤنث والجماعة في لغة أهل الحجاز، وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين: هلما. وللجماعة: هلموا. وللمؤنث: هلمي.
          والأول أصح؛ لقوله تعالى: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب:18] قاله الجوهري.
          وقال ابن فارس: أصلها (هل أم) كلام من يريد (إتيان) الطعام، ثم كثرت حتى تكلم بها الداعي مثل: تعال وجيء كأنه يقولها من كان أسفل لمن فوق.
          قال: ويحتمل أن يكون معناها: هل لك في الطعام الجاني اقصد وادن.
          وذكر صاحب ((العين)) ثم ((البارع)) هذه المادة في باب الهاء واللام والنون.
          قال الزبيدي في ((مستدركه)): وهو [غلط] من أبي علي القالي؛ لأن هلم ليس من هذا الباب عند النحويين الحذاق، وإنما هي من كلمتين كان الأصل فيها لم وصلت بالهاء وصيرتا بمنزلة كلمة واحدة فليست من هذا الباب في شيء؛ لأن الهاء للتنبيه وهي زائدة.
          وفي ((المحكم)) عن اللحياني أن من العرب من يقول: هلم، بنصب اللام.
          قوله: (ائتوني بكتاب) قال الشيخ أبو الحسن: يحتمل أن يكون على جهة طرح المسائل عليهم لنختبرهم لا على عزيمة وإلزام، فلما طرح عليهم هذا السؤال نظر أهل الفقه والفطنة، فقالوا: حسبنا كتاب الله فما كان من حادثة لجئوا إليه لتنظر أمته حكمها وامتنعوا أن يختاروا أن يكتب لهم حدًّا لعلمهم [بعلة] استقرار الناس من التجديد، وهذا من دقة الفقه، ونظر ◙ إلى الطائفة الأخرى التي هي دون / هذه في الفقه فعلم مبلغ إدراكها وتركه أن يكتب جواباً لهم، واختار إلى رأيه والمنع من العامة؛ ودليل ذلك أن قوله ◙: ((ائتوني بكتاب)) لو كان عزمة لما ترك أن يكتب ولا منعه اختلافهم.
          واللغط بالتحريك: الصوت والجلبة، وقد لغطوا يلغطون لغطاً ولغطاً ولغاطاً.